القادمون من السراب

عبدالناصر العوذلي
الاثنين ، ٠٢ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٤:٣٥ مساءً

دويلة الساحل العماني تلك الصحراء المقفرة الى عهد قريب، زمهرير وسراب على امتداد الساحل وفي هذه الصحراء التي تكاد تخلو من الحياة إلا من بعض السحالي وبعض الزواحف التي تكيفت على هجير الرمضاء، عاش بدو  (رحل) يتنقلون ويرتحلون من بقعة إلى بقعة يعانون شظف العيش وقساوة المناخ .

 ولأنهم لا ترجى منهم فائدة  تركهم سعيد بن تيمور سلطان عمان ليعيشوا صراعا من أجل البقاء فانخرطوا في الرعي لقطعان الأبل في عمق الصحراء تحت خيام لا تكاد تقيهم حر الهجير   ولا الزمهرير ترى على جلودهم الكالحة عصف الأيام وقسوة السنين .

وبينما فصيل منهم يمارس عمله الصحراوي ممسكا بأذيال الأبل  كان هناك فصيل آخر امتهن  البحر وصيد البحر وما تجود به  قيعان البحار من اللؤلؤ الذي  كان حرفة ومهنة امتهنوها تجود عليهم بدريهمات يعتاشون عليها ، و عاش أولئك القوم بعيدين عن الحضارة لا يعرفون إلا الصحراء والبحر  . 

كانوا جزءا" من السراب ومن اللاشي حتى اتخذت بريطانيا من صحرائهم مواقع للتدريب لجنود من مستعمراتها في عمان  وعدن  فانتعشت تلك القبائل البدوية في أبو ظبي ودبي والقبائل المجاورة على امتداد الساحل نظرا لما كانت تجود به بريطانيا عليهم فكانوا يتهافتون لسماع طائرة  الهليكوبتر حين تأتي ليحصلوا على بعض الحلوى والبسكويت الانجليزي الذي كانوا يحصلون عليه من طواقم الطائرات حتى صارت عادة  لدى أولئك القوم .

ومع كل هذا الجوع والعوز  والعري وقلة الإمكانات كانت الخيانات فيما بينهم والدسائس والاغتيالات جارية على قدم وساق طمعا في السيطرة على رئاسة القبيلة فكان الاخ يقتل اخاه شخبوط يقتل لخبوط وكل هذا ليكون في صدارة الحصول على الهبات البريطانية حين كانت تأتي كتائب التدريب للجنود  إلى  مضارب آل نهيان  وآل مكتوم 

وبعد أن رحل الإنجليز عن تلك الصحاري من الله على تلك الصحراء باكتشافات  النفط الذي غير مجرى الأمور في البقاع القاحلة  وتوحدت تلك القبائل الصحراوية في العام 1971 حين قرر زايد بن سلطان مع مشائخ قبائل الساحل أن يشكلوا كيانا سياسيا فولدت الإمارات العربية المتحدة من رحم المعاناة ومن عمق السراب ومن اللاشي ومن خارج أسوار الحضارة. 

وبعد كل هذا يأتي من يقول أن لهم إرث حضاري عريق ليخدعوا العالم بخزعبلات وترهات ليس لها أساس من الصحة ولكنها عقدة النقص التي لازمتهم منذ ولادة الكيان الهجين، وظنوا أن سرقاتهم للأثار من اليمن ومصر وادعاء أن هذه الآثار من تماثيل وجفان  تعود الى تاريخ تلك البلاد وأنها ستعطيهم مدخلا" لخداع العالم بحضارة زائفة، هذا لعمري قمة الهذيان  .

و عندما  خلف الحبتور ليقول  : ‏" ان تاريخ دولة الإمارات ليس منذ  عام 1971، وإنما منذ آلاف السنين، قبل سيدنا المسيح عليه السلام"

لا بد لأحدهم من أخذ شوكة لإفراغ الهواء من تلك البالونة المنتفخة !!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي