خلاف سياسي لا طائفي..!!

فهد سلطان
الأحد ، ٢٣ اكتوبر ٢٠١٦ الساعة ٠٣:٣١ مساءً

ظهر أحد المتصلين على برنامج في قناة سهيل الفضائية مؤخراً وهو يسب أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضى الله عنهما بجمل لا تليق!, قبل أن يَقطع المخرج باقي المكالمة.

 

هذه التوجه ينبئ عن مستوى التعبئة والتربية والتي ظلت مختفية لعقود وخرجت دفعةً واحدة, تعكس حالة الاحتقان في البلاد والأخطر منها هو المد الاثني عشري الذي بدأ يتسرب الى البلاد في تكرار لتجارب مؤلمة في عدد من البلدان العربية والإسلامية.

 

لا يجب أن يدفع هذا التصرف وغيره الى السير نحو المسار الطائفي, بحيث توزع التهم على الناس وحشرهم في زاوية واحدة, ولا يجب أن يحاسب الآخرين على اعتقادهم مهما بدى مخالف في نظر البعض.. إذا كانت الشتائم والسباب هي من اختصاص القضاء والقانون فقط وليس افواه البنادق.!!

 

يضل الخلاف مع جماعة الحوثيين خلاف سياسي بحت, في انقلابها على مخرجات الحوار الوطني والاستيلاء على السلطة بالقوة, والسطو على حقوق الناس وخروجها على التوافق بقوة السلاح..

 

 كما أن خروج الناس لقتال هذه الفئة الباغية, ليس لأنها تعتقد افكاراً وتنهج نهجاً في نظر الاخرين هو ردة وانحراف وخروج عن الدين أو الملة!, فهذا غير صحيح ولا وارد, ولا لمثل هذا قامت الحرب من أساسها, في إنقاذ اليمن وتسكب على ترابه الدماء الزكية والغالية.

 

اليمنيون جميعاً بلا استثناء مواطنون بكل احزابهم ومذاهبهم واديانهم, اليمن تسع جميع المعتقدات والآراء والأفكار والتوجهات, الدينية والقومية واليسارية واليمينية, أيضاً.. وتنظيم ذلك يأتي عبر إطار سياسي جامع يضم الجميع وينظم الحياة بينهم حتى لا يطغى فصيل على أخر ولا يبغي أحد على احد.

 

الشحن الطائفي الذي يسعر من قبل بعض الجهلة يجب أن يتوقف, بل يجب أن تفوت هذه الفرصة للمتربصين بالبلد والتي تقف هذه الجماعة على رأس أولئك, فهذه الشرارة لو آتت أكلها فلن تكون لصالح البلاد.

 

وبالتالي فالخلاف مع هذه الجماعة الباغية هو خلاف على السياسة, ويجب أن يبقى كذلك حتى استعادة البلاد, فهدف الجميع كسر الجماعة عسكرياً ونزع سلاحها وإعادتها الى جادة الصواب.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي