من ذاكرة التاريخ السبتمبري (النعمان)

د.كمال البعداني
الأحد ، ٢٥ سبتمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٨:١٤ مساءً
الأستاذ أحمد محمد نعمان أحد القمم الشامخة في تاريخ اليمن الحديث علما ودهاء وسياسية ومن أسرة نضال وكفاح . درس في زبيد حتى صار من العلماء المبرزين في العربية والفقه والحديث والأصول والتفسير وعند عودته من زبيد أسس مدرسة تدرس العلوم الحديثة في قريته الجبانة بذبحان عام 1350هجرية وقد تم إغلاقها بعد فترة بسبب تحريض أمير لواء تعز على عبد الله الوزير رغم تشجيع ولي العهد أحمد للنعمان نكاية بالوزير .
 
 
ذهب النعمان بعدها إلى الحج ثم سافر إلى مصر ودرس في الأزهر وهناك تقوت علاقته بالزبيري الذي لحق به فاصبح لا يذكر الزبيري إلا مع النعمان والعكس صحيح خلال مسيرتهم الوطنية وبعد سنوات عاد مع الزبيري إلى تعز بجوار ولي العهد أحمد الذي أصبح اميرا لتعز بدلا عن الوزير وقد أطلق ولي العهد على الزبيري شاعر اليمن والنعمان خطيب اليمن واستاذها ولانهما يعشقان الحرية فقد تمكنا من الهرب إلى عدن ومن هناك اقاما الدنيا على الإمام يحي وبنية وأسس حزب الأحرار وانظم إليه الى جانب الزبيري كلا من الأستاذ أحمد الشامي صاحب كتاب رياح التغيير وكذلك الشهيد زيد الموشكي وأصدر الصحف وكانت تأتيه التبرعات من المغتربين اليمنيين في الخارج وأغلبهم من لواء تعز فكان يصرف على الأحرار في عدن الذين تزايدوا هربا من الإمام .
 
 
قامت ثورة 48م وخرج إلى تعز وبينما سافر الزبيري جوا إلى صنعاء رفض النعمان وقرر قيادة مجاميع من تعز وإب والتوجه إلى صنعاء لفك الحصار عليها من قوات الإمام أحمد وعندما وصل إلى ذمار كانت الإحاطة به ومن معه من قبل القوات الموالية للإمام أحمد وتم اعتقالهم وسوقهم إلى حجة فيما عرف ب القافلة النعمانية والتي صاحبتها إلى سجون حجة القافلة الصنعانية وهناك مكث بضع سنين في السجن مع بعض أولاد عمه وقد شهد إعدام عمه الشيخ عبد الوهاب نعمان والد الشاعر الكبير (الفضول ) وقد أثر على كثير من الشخصيات أبرزهم أبنا المتوكل نائب الإمام في حجة وكذلك الشيخ حميد بن حسين الأحمر الذي كان رهينة هناك فقد تأثر بشخصية النعمان وثقافته بعدها أمر الإمام بإطلاق صراحه وقربه من البدر حتى هبت ثورة 55م في تعز التي وقفت ضدها مصر فانحاز النعمان إلى البدر في الحديدة بطريقة ذكية ضد عمه الأمير عبدالله الإمام الجديد وقد سافر بعد فشل الثورة إلى القاهرة مع البدر لتقديم الشكر للحكومة المصرية على موقفها وهناك شجع البدر الذي أصبح وليا للعهد شجعه على الخطابة أمام الطلاب اليمنيين في القاهرة وإطلاق الوعود بالتصحيح ثم خطب النعمان نفسه أمام الصحفيين بموافقة البدر وقال نحن مقبلون على حياة,جديدة في اليمن من الإخاء والمساواة والتصحيح والمشاريع العملاقة وصياغة دستور لليمن وعندما عادا إلى اليمن استقبلهم الإمام بغضب ووضع السيف أمامه وقال هذا هو الدستور يانعمان فانت دمار بيت حميدالدين وهدد إبنه البدر كذلك بعدها أحس النعمان بالخطر واستغل ذهاب البدر للحج فرافقه ومن هناك طار إلى زميله الزبيري في مصر ليمارسا نشاط قوي ضد الإمام أحمد وقد عاد بعد ثورة 26 سبتمبر مدافعا عن الثورة في أكثر من مكان وقد شكل استشهاد رفيقه الزبيري الذي كان بجانبه شكل له نوع من االصدمة والذهول وتحت الضغط تقلد العديد من. المناصب منها عضوية المجلس الجمهوري ثم شكل حكومة لمرتين في عهد السلال والارياني والذي قدم استقالته بعد ثلاثة أشهر من تشكيلها بعدها غادر اليمن إلى بيروت وهناك استشهد إبنه محمد الذي شغل في فترة من الفترات منصب وزير الخارجية وقد استشهد برصاصات غادرة ظل النعمان بعدها متنقلا من دولة إلى أخرى حتى توفي عام 1997م عن عمر 87 سنة وكان ذلك في جنيف التي استقر فيها رحم الله الأستاذ المجاهد أحمد محمد النعمان.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي