الطريق إلى 26 سبتمبر العظيم (5)

د.كمال البعداني
الخميس ، ٢٨ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ٠١:٤١ مساءً

تم تكليف القاضي الإرياني من قبل قيادة الضباط الأحرار بالسفر إلى تعز للتعاون مع الضباط هناك حين إندلاع الثورة في صنعاء كما ذكرنا سابقا . ذهب القاضي إلى ( المقام ) وتقدم بطلب بالسماح له بالسفر على الطائرة إلى تعز بسبب مرض ابنه الصغير ( وكان فعلا مريض ) حسب مذكرات الإرياني. البدر الذي كان متوجسا بل إنه قد وصل إلى شبه اليقين أن هناك عمل كبير يتم التجهيز له من قبل الضباط. تردد بالسماح للارياني بالسفر إلى تعز ولكنه عاد للموافقة واشترط أن تكون هذه الزيارة لمدة أربعة أيام فقط .

 

وقد سافر الإرياني إلى تعز وظل هناك حتى قامت الثورة. . من جانب آخر فقد عكفت قيادة تنظيم الضباط الأحرار على وضع أهداف محددة لخطة الهجوم والاستيلاء على السلطة. فقد كان من الضروري أن يتم الاستفادة من التجارب السابقة . ولكي يستفيد التنظيم قدر الإمكان من قواته المحدودة لخوض معركة حاسمة في وضعية صعبة وغير متكافئة لذلك حدد تنظيم الضباط اهدافا أربعة للخطة .وهذه الأهداف كما وضحها العميد ( صالح الاشول )في مذكراته هي 


1-السيطرة على جميع المواقع الاستراتيجية في كل من صنعاء وتعز والحديدة وحجة 
2-ضرب حصار محكم على مقر الإمام البدر (دار البشائر )
3-مواجهة الإمام البدر بالقوة واحتلال (دار البشائر )اذا رفض التسليم 
4-اعتقال جميع العناصر الإمامية الرئيسية في المدن السالفة الذكر 


ذكرنا سابقا ان البدر كان على يقين بقدوم الثورة . لهذا كان يكرر الأسئلة على كل من العميد الضبي وقائد حرسه الزعيم السلال ويخبرهم بما يصل إليه وأنه قرر أن يضرب ضربته سواء اجابوا عليه بما يؤيد شكوكه أو ينفيها.. فكان جواب السلال عليه بأن جميع أنصار عمه ( الحسن ) قد دخلوا إلى صنعاء ومعهم الأمراء الصغار من بيت حميد الدين ولذلك لم يبق معه (البدر ) غير أولئك الضباط والمشايخ الذين ربطوا مصيرهم بمصيرة . فكان جواب البدر للسلال والضبي أنتما المسؤلان عن هذا الكلام اذا حدث عكسه . ولن اتهاون بعد الآن اذا ظهر غير هذا....السلال في ( وثائق أولى عن الثورة اليمنية )....

 

قد يتساءل الكثير عن سبب عدم قيام البدر بضربته قبل تفجير الثورة رغم كل المعلومات المتوفرة لديه والتي تصل إلى حد اليقين؟ الواقع أن التنافس بين البدر وعمه الحسن كان له دور كبير في الأمر . رغم مبايعة البدر من الحسن ( المتواجد آن ذاك في نيويورك ) وكذلك انصاره إلا أن الإمام البدر كان يشك في نواياهم وفي محاولة منه لكسبهم حاول في أسبوع خلافته أن يسلم لهم كل شيء وان يجعلهم المتحدثين بإسمه. وفاة الامام احمد فجأة قد خفف مؤقتا من حدة التنافس على السلطة وفرض اوضاعا قلقة وارتباك لدى جميع الأطراف في الأسرة المالكة. كل هذا جعل من الصعب على الإمام البدر القيام بأي خطوة ضد القوى الوطنية في الأسبوع الأول من إمامته. وهذه الظروف ساعدت قوى الثورة على التحرك في غفلة من الجميع.. هناك عامل آخر وهو المهم فإن الله تعالى كان قد اذن بزوال حكم بيت حميد الدين ..

 

وكما يقال اذا نزل القدر عمي البصر. كان عامل الوقت يشكل ضغط شديد على قيادة الضباط الأحرار فأي تأخير ستكون عواقبه وخيمة لذلك تم الاقتراح أن تكون الثورة يوم الثلاثاء غير أنه بعد تدارس الأمر من جميع النواحي تم التأجيل إلى يوم الخميس. . يوم غدا إن شاء الله سنكون مع تفاصيل ليلة التحرك كما وضعتها قيادة تنظيم الضباط الأحرار ... نحن نقترب من ساعة الصفر نحن نقترب من ساعة ليست كبقية الساعات في حياة شعبنا اليمني .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي