الطريق إلى يوم 26 سبتمبر العظيم (7)

د.كمال البعداني
الجمعة ، ٢٩ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ٠١:٢٦ مساءً

قبل ظهر اليوم ( الأربعاء ) 26 سبتمبر استقبل الزعيم السلال (قائد الحرس الملكي ) استقبل المقدم صالح الرحبي مندوبا من الضباط الأحرار واخبره بأنه قد تقرر القيام بالثورة الليلة.. 

وطلب منه أن يكون على استعداد لقيادة هذا الحدث العظيم..،ونبه عليه ألا يغادر منزله من الساعة التاسعة حتى وصول المدرعة التي ستقله مع الضباط المرافقين إلى مبنى الكلية الحربية (العرضي ) الذي وقع عليه الاختيار ليكون مبنى قيادة الثورة. ..السلال في (وثائق أولى عن الثورة اليمنية ) .قبل مغادرة السلال لقصر ( البدر ) في المساء قام بالمرور على الضابط الفدائي المقدم حسين السكري وهو من ضباط الحرس الملكي وفي نفس الوقت من الضباط الأحرار وقد أوكلت إليه من قيادة التنظيم مهمة قتل ( البدر ) عند خروجه من اجتماع مجلس الوزراء ذاك المساء يقول السلال في مذكراته انه وجده متحفز وعلى أتم الاستعداد. ذهب السلال إلى بيته وكتب وصيته هناك وجلس في الانتظار. .... 

في الساعة الثامنة من ذاك المساء أمرت القيادة بفتح مستودعات الذخائر والأسلحة الخفيفة وتوزيعها على الضباط. كما تم نقل ذخائر الدبابات إلى مواقع الدبابات عن طريق اسطح ثكنات الكلية الحربية وفوج البدر . وكانت هذه العملية من أخطر العمليات التي نفذت قبل التحرك كما قال ( صالح الاشول في مذكراته ) والسبب أنها محاذية لأفراد (فوج البدر ) الذين لم يكونوا يعلمون بالثورة. ..في التاسعة من مساء تلك الليلة تقرر عقد اجتماع بمقر القيادة لجميع الخلايا التنظيمية المتواجدة في صنعاء. 

باستثناء خلية النقيب حسين السكري المتواجد داخل القصر وحضر كذلك العديد من الضباط الثوار الذين لم يكونوا قد التحقوا بالتنظيم وكذلك بعض أبناء المشايخ. . في هذا الاجتماع القى العقيد أحمد الرحومي كلمة حماسية واستعرض أمامهم ويلات الإمامة وظلمها وقال انتم تمثلون الصفوة الممتازة في شعبنا. تمثلون صفوة اتباع رسول الله من المهاجرين والانصار تلك الصفوة الذي قال فيهم الرسول الأكرم في يوم بدر اللهم إن تهلك هذه الصفوة فلن تعبد بعد اليوم .ثم قال الرحومي بعد أن استعرض كل الثورات السابقة قال إن الشعب اذا لم ينتصر في ثورته هذه الذي يخوضها جيشه فلن تقوم له قائمة.. 

وقد تلاه في الحديث الملازم علي عبد المغني وقال إن هذا اليوم هو اليوم الذي تمنيناه منذ عشرات السنين وأننا بحمد الله سننتصر. فلسنا وحدنا فمعنا آمال واماني خمسة ( ملايين يمني ) عانوا من حكم هذه الأسرة ثم واصل كلامه الحماسي حتى النهاية ثم قام بعده محمد مطهر زيد وقرأ على الضباط الأمر القتالي وواجبات الضباط هذه الليلة ومعه صالح الاشول وتقرر أن يكون علي عبد المغني وجزيلان وعبد اللطيف ضيف الله في مقر القيادة ...اللواء عبدالله الراعي ( قصة ثورة وثوار ) الكل كتب وصيته والكل في انتظار سماع صوت الرصاص من داخل القصر والذي من المفترض أن يطلقها ( حسين السكري ) على البدر عند خروجه من اجتماع مجلس الوزراء لتكون هي ساعة الصفر للانطلاق... 

يقول أحمد حسين المروني في مذكراته أن أحد الضباط اخبره تلك الليلة أن الثورة هي في نفس تلك الليلة واقترح عليه باعتباره مديرا للاذاعة بأن يطيل البرامج ساعة عن المعتاد حتى يأتي البلاغ الأول عن الثورة. . ولكن البدر اتصل بالمروني وقال له . هيا غلقوا الإذاعة فقال المروني إننا ننتظر قرارات مجلس الوزراء . 

فرد عليه البدر غلقوا لقد انتهت الجلسة . وهذا يعني أن البدر كان يتوجس من حدوث شيء ( ملك الدولة بنفسه يتصل بمدير الإذاعة لاغلاقها ) . واضح ان السكري فشل في مهمته لذلك تحرك الجميع كل إلى موقعه وفي الساعة العاشرة كانت كل القوة على أهبة الاستعداد للهجوم والذي بدأ الساعة الحادية عشر من ليلة الخميس ..

 

كيف سار الهجوم وماهي تفاصيله هذا ما سوف نوافيكم به الليلة الساعة الحادية عشر إن شاء الله . سوف ننقلكم على الهواء إلى ميدان شرارة ( التحرير ) لنتابع الاحداث ونغطيها أولا بأول كما حصلت في تلك الليلة الرهيبة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي