من ذاكرة التأريخ السبتمبري. .القاضي الإرياني

د.كمال البعداني
السبت ، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٤:٥٨ مساءً

كان القاضي عبد الرحمن يحي الإرياني الرجل الثاني في جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  التي تكونت في لواء إب  في بداية الاربعينات من القرن الماضي كأول حركة في اليمن ضد الإمامة برئاسة القاضي محمد إبن علي الاكوع ومن أعضائها  الشيخ حسن البعداني والشيخ حسن الدعيس والنقيب عبد اللطيف راجح وغيرهم من مشايخ اللواء ومثقفيه وعند انكشاف أمرها سيق معظم رجالها  مقيدين بالسلاسل والأغلال إلى سجون حجة وفي مقدمتهم بطلنا الإرياني الذي كان لقبه التنظيمي ( اليحصبي ) ومكث هناك بضع سنين وعند خروجه لم يلين أو يستكين في مقارعة ظلم الإمامة وخاصة أعمال الحسن إبن الإمام يحي في إب الذي كان أميرا عليها. وقد بعث برسالة الى الإمام يحيى يشكو فيها جور ابنه  ضد الرعية وقد خطابه في بداية الرسالة بالقول .

انصف الناس من بنيك وإلا

أنصفتهم من بعدك الأيام.

هبت ثورة 48 م وكان أحد رجالها ومناصريها وعندما سقطت صنعاء بعد 22 يوم من قيام الثورة تم القبض في إب على الإرياني ومن معه الذين وقفوا مع الثورة وتم سوقهم مكبلين بالسلاسل والأغلال إلى سجون حجة ومكث هناك ما يقرب من خمس سنوات وخرج بعدها وبعد فترة هبت ثورة 55م في تعز بقيادة البطل الثلايا وكان الإرياني أحد رجالها وقد فشلت بعد أسبوع من قيامها وسيق الإرياني ومن معه إلى ميدان الإعدام وقد كانت البداية هي إعدام الثلايا وبينما كان سيف الوشاح يغازل عنق الإرياني الذي كان يرسف في قيوده منتظرا دوره  تدخلت العناية الإلهية وايعده الإمام أحمد عن الصف بعد مناشدة الذاري وبعد حوار بين الإرياني والإمام نفسه  وبعد سبع سنوات كان القاضي الإرياني أحد أبطال ثورة 26 سبتمبر وتقلد فيها العديد من المناصب حتى تولى زعامة اليمن في 5 نوفمبر 1967م خلفا للسلال  وقد قال الأمير الحسن عند سماعه خبر تولي القاضي للحكم  .

لقد تولى عرش اليمن رجل لا قبل لنا به إنه داهية اليمن .. قاد الإرياني البلاد في ظروف معقدة وخاصة خلال حصار السبعين يوم علما انه لم يكن يستند على قبيلة أو جيش وقد ظل في الحكم حتى قدم استقالته في حركة 13 يونيو 1974م بزعامة إبراهيم الحمدي الذي ودعه من مطار تعز في يوم الأحد 16 يونيو 1974م في طريقه إلى دمشق حيث طلب اللجوء إلى هناك وقد خرج الرئيس السوري  الراحل حافظ الأسد  لاستقباله في مطار دمشق وعندما سأله البعض وقالوا كيف تخرج لاستقباله وهو لم يعد رئيس؟ رد عليهم بالقول  .لقد خرجنا لشخص القاضي لا لمنصبه. . توفي بطلنا بدمشق في 14 مارس 1998م  رحم الله القاضي الأديب الثائر الزعيم عبد الرحمن بن يحيى الإرياني.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي