في اليمن شرعية بلهاء وانقلاب أممي !!

عبدالواسع الفاتكي
الاثنين ، ١٥ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٠٧ مساءً
ندفع كل يوم نحن اليمنيين تضحيات جسام دما ودمارا وجوعا ونعيش في وطن لا نملكه فرطت فيه شرعية بلهاء سلم لها الشعب المقود  لتخرجه من براثن عهد التخلف والاستبداد الصالحي وتضعه في طريق التنمية والاستقرار لكنها وعن سبق إصرار وترصد أبت إلا أن ترهن حاضر ومستقبل الشعب بيد فاشية صالحية ونازية حوثية  وسرقه حوافش أذكياء في السلب سلبوا وطنا تحت مسمع ومرأى سلطته المكلفة بالدفاع عنه وإدارة ورعاية مصالحه وهاهم يسلبون تضحيات ومعاناة اليمنيين في حرب أشعلوها ضدهم مكاسبا جيو سياسية لا يمكن أن يصلوا إليها في ميادين السياسة إلا عبر عشرات السنين وهاهم يسلبون عاصفة الحزم ومن ورائها الأمل نصرا سياسيا مؤرا في جنيف ولا عزاء للأغبياء فما أقبح أن يطل علينا هادي وزبانيته من قصور الرياض زاعمين أننا نقاوم تحت زعامتهم وفي ظل قيادتهم متخذين من دمنا المسفوك ومن ديارنا المهدمة ومن أمعاء الأطفال الخاوية مادة إعلامية في نظرهم يتسولون بها شرعية السلطة التي منحها الشعب لهم فباعوها للحوافش بثمن وقدره شعب مسحوق مطحون وشرعية هاربة مصابة بمس أو جنون 
 
 
ثورة فبراير المجيدة أدخلتها المبادرة الخليجية حلبة الملاكمة المسماة بالحوار الوطني وحين أوشكت الثورة على الفوز بالمباراة بعدد النقاط أجهز عليها بالضربة القاضية عبر حلف الحوافش ليعلن فوزهم بلقب انقلاب تماما كما سيحدث لفريق  عاصفتي الحزم والأمل ومؤتمر الرياض الذي تلوح بوادر هزيمته لا محالة بضربة قاضية من الحوافش في ملعب جنيف بتواطؤ الحكم الدولي الأمم المتحدة سيحصل بموجبها الحوافش على لقب السلطة الشرعية والسياسية الحاكمة في اليمن ولو استمرت المباريات على هذه الشاكلة فالمرجح خلال بضع سنوات لا غير أن تفز إيران بكأس الجزيرة والخليج  ويعزو هذا الإخفاق إلى أن فريقنا الوطني المسمى بالشرعية ومدربه الإقليمي المسمى بالتحالف فاقدين لدراية تامة بقواعد اللعبة السياسية والعسكرية ورغم إمكانياتهم الضخمة  وجهودهم الكبيرة المبذولة إلا أنهم لا يحسنون استخدامها بل إنهم يسخرونها لخدمة الحوافش 
 
 
عقدت مفاوضات بين الحوثيين وأمريكا في مسقط بعيد مؤتمر الرياض وقام إسماعيل ولد الشيخ بجولة مكوكية في المنطقة للإعداد لانقلاب أممي على مقاومة الشعب وسلطته اللاجئة  تخللها تصريحات تخديرية استغفل بها هادي وحكومته فأهداهم تصريحات لوسائل الإعلام يصف بها الحوافش بالانقلابيين ويزعم أن الهدف من جنيف هو تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 وهو يعي أن تصريحاته هي نوع من تطييب خاطر لرئاسة وحكومة ليس لها وجود فعلي على الأرض وبمجرد قبول الشرعية الذهاب لجنيف أعلنت الأمم المتحدة تأخير انعقاد المؤتمر ليوم واحد ليستكمل الحوافش سيطرتهم على الجوف ليذهبوا حاملين مكسبين عسكري وسياسي أزاح عنهم صفة التمرد وألبسهم لباس السياسة كما دل على ذلك بيان ولدالشيخ فلم يعد هناك مجالا للتكهنات حول مؤتمر جنيف والأمم المتحدة لقد أصبح ماثلا للعيان أنه اعتراف دولي بانقلاب الحوافش وحصانة لهم من كل الجرائم التي ارتكبوها وفوق هذا ضمان وجودهم وسيطرتهم على المشهد السياسي برمته فما هي الخيارات المتاحة أمام الشرعية المتمثلة بهادي وحكومته للخروج من هذا المأزق ؟ أمامها مقاطعة مؤتمر جنيف التي ستفوت على الحوافش الاعتراف السياسي بهم وبقائها غطاء سياسيا للمقاومة وفتح الدعم لها على مصراعيه بغير ذلك فإن الشرعية التي لا تحمينا لاتمثلنا ولا تعنينا .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي