عزيزي المحايد : أنت ضحية الغد

محمود طاهر أبو خليفة
الخميس ، ١١ يونيو ٢٠١٥ الساعة ١٠:٠٢ صباحاً
ما تتعرض له تعز وعدن والضالع من جرائم ابادة من قبل ميليشيات صالح والحوثي تفرض على كل يمني ان يحدده موقفه الذي يتمحور حول خيارين لا ثالث لهما ، اما أن يكون في الجبهة المعارضة لتلك الجرائم او في الجبهة المؤيدة .. إذ أن مساحة الحياد قد انعدمت  في ظل عدوان همجي بربري متوحش على الابرياء في محافظات اليمن المنكوبة بمليشيات الحوثي وصالح .
 
-- عزيزي المحايد : 
لم يعد فصيل بمفرده هو المستهدف من جرائم الميليشات فزيارة واحدة لمستشفيات المدن المنكوبة تكشف لك أن غالبية الضحايا هم مواطنون ابرياء وان غالبية الشهداء هم اطفال ونساء وعوائل استهدفت في منازلها بقذائف الميليشات ...
 
-- عزيزي المحايد: 
 
قبل أن تكون هدفا تاليا للميليشات ينبغي ان تغادر مربع الحياد الموهوم وتسجل لنفسك حضورا رافضا للميليشات ..وليس بالضرورة أن تحمل السلاح وتهرع الى نقاط التماس دفاعا عن مدينتك ووطنك  - رغم ان هذا ليس عملا تطوعيا بل اضحى واجبا وطنيا وانسانيا .
ليس بالضرورة أذا حمل السلاح لو اردت مغادرة مربع الحياد فهناك مجالات اخرى باستطاعتك المساهمة فيها ليس اقلها الدعم والمناصرة والحشد والرصد وعدم اتاحة الفرصة لاختراق مدينتك من قبلك .
 
-- عزيزي المحايد :
 
بالتاكيد سمعت عن صاحب البسطة الذي طالته قذائف الحوثي وصالح وتحول الى اشلاء في احد ازقة تعز - ربما كان محايدا وكان يعتقد ان ما يدور حوله لا يخصه ؛وغيره العشرات بل المئات من الشهداء والجرحى من المواطنين الابرياء الذين مزقت اجسادهم قذائف المليشيات - ربما البعض منهم كان يردد معزوفة (مو دخلني - يسدوا - خليني في حالي - لو تضاربوا الرباح احرس جربتك ).
 
-- عزيزي المحايد : 
 
إذا ما اصريت على الحياد فكن شجاعا غدا لو وصل نصيبك من الاستهداف والقذائف واحذر ان يصدر منك (اح ؛ انن) ؛ وعيب عليك  لو اطلقت  نداء استغاثة وشكوى ، تحلى حينها بالصبر وواصل صمتك ، ودعمم ، ومبروك عليك الحياد .
 
-- عزيزي المحايد : 
 
كلي ثقة بأنك قد غادرت مربع الحياد منذ وصول ميليشات الظلام والاجرام الى تعز والى مدينتك  وسارعت حينها الى تبني مواقف رجولية ووطنية تساند المقاومة وتنتصر للوطن .
وكل ما سبق موجه فقط لمن لم يغادر مربع الحياد بعد ...
الحجر الصحفي في زمن الحوثي