حكايات «الجِمال»

أحمد عثمان
السبت ، ١٠ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٣١ مساءً
لفت نظري قصة وفاء جمل لصاحبه في منطقة السدة..الجمل ذلك الحيوان الغليظ رابض فوق قبر صاحبه الميت ، رفض مفارقته وبقي متوتراً وحزيناً بصورة أثارت الناس وعندما اقتادوه بالقوة إلى البيت كانت المفأجاة أنه عاد مرة أخرى في اليوم الثاني ليرابط على قبر صاحبه ومازالت صورته باركاً بجانب القبر تثير الأحزان والخواطر المتعددة في ظل انعدام الوفاء وتفشي الغدر بين الناس. 
 
 
 قصة تعكس قيمة الوفاء والعشرة والارتباط الروحي بين طرفين يكون الإنسان بالغالب طرفاً فيه ايجاباً أو سلباً ، أهل القرية يتحدثون عن طيبة الرجل المتوفي وعلاقته الحميمية مع الجِمال. 
 
 
 هناك أسرار وغرائب في عالم الحيوانات وهذه الروح الإنسانية عندما تصفو تؤثر حتى على الحيوانات وعندما تصفو أكثر تؤثر على الأشجار والكائنات وتستنطق الحيوان والجماد ،حيث تتحول إلى معجزات وكرامات كما هو الحال مع الرسول «صلى الله عليه وسلم» وجذع الشجرة والرسول والغمامة التي أثارت انتباه بحيرة الراهب وهو أمر يلفت النظر إلى روح الكائنات الواحدة التي يستنطفها روح الإنسان وكرامة الصالحين ،فهذه المخلوقات لها حبل سري يربط بين الجميع بصورة لاتُدرك وتنتعش أحياناً كما في قصة بعض الحيوانات مع الإنسان. 
 
 وعودة إلى حكاية الإبل و«الجِمال» فعادتهم الوفاء والتضحية لكن شهرتهم بالحقد والانتقام أيضاً لأن الوفاء للمحسن وجه آخر وهو الانتقام للمسيء فالجمل لا يسامح من ظلمه وقسى عليه بينما يدافع عن صاحبه الودود حتي الموت. 
 
وهناك قصص واقعية للجِمال تجعل من هذا الحيوان محلاً للاحترام والحذر أيضاً فهو صبور خدوم وفي لصاحبه لكنه لا يقبل الظلم وينتقم لحريته عندما يفيض كأس الظلم. 
أعرف «جَمّال» متمرساً في القرية إسمه محمد نور الدين قتله«جمله» انتقاماً ولم يفلته حتي فارق الحياة حيث عض على ساعده وأخذ يضرب بجثته في الأرض حتي مات انتقاماً من المعاملة السيئة والقاسية التي كان يشاهدها أهل القرية. 
 
 «جَمّال» آخر عندما عرف غضب«الجمل» عليه وضع حزمة من «العجور» وغطى عليها بردائه ليبدو كأنه صاحب الجمل نائما. 
وفي الليل هجم الجمل عليه يدكه تحت قدميه يظنه صاحبه الذي آذاه واستعبده كثيراً لينتقم منه. 
 
وعندما رأى الجمل صاحبه حياً واكتشف الخديعة أصيب بالغُلب ومات قهراً وللجِمال حكايات مثيرة للوفاء والانتقام. 
 
 هذه الحكايات تعكس أن هناك عوالم من الحيوانات تمتلك من العاطفة والحب والكرامة والكراهية والانتقام بدواعي الحرية..لكنها أبداً لاتنافق ولاتخدع ولاتخون ولاتكذب. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي