الحكومة ستنجح بشرط

أحمد عثمان
السبت ، ٢٠ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٥:١٤ مساءً
أخيراً تم إعطاء الثقة لحكومة الكفاءات برئاسة خالد بحاح..لا أدري ما هو البديل لعدم إعطاء الثقة لحكومة هي أشبه بمطفئ حرائق أو إنهاء صاعق قنبلة يكاد أن ينفجر.. هل هناك من يساوم على انفجار الوطن بمصلحة فرد أو يدخل الوطن في لحظة انهياره كورقة في خلافات داخلية لهذا الحزب أو ذاك... الأحزاب في العالم وجدت لمصلحة الوطن وخدمة الناس، وعندنا لمصلحة خاصة وتفخيخ الوطن، هكذا أرادها البعض..الحكومة الآن معلقة كمشنوق في ساعته الأخيرة، غير أن دعاء الناس وتعلقهم بها مازال يحميها من أن تلفظ أنفاسها الأخيرة. 
 
على العموم بالرغم من كل مايجري فإن الأمل في أن تنجح الحكومة هذه بإخراج البلاد من عنق الزجاجة، شرط أن تشتغل بصلاحياتها كاملة كفدائي وتقاتل بشراسة من أجل ذلك . 
 
نحن نريد رجال دولة فدائيين لايعملون حساباً إلا لمصلحة إنقاذ الدولة وإعلاء شأن القانون .. كان خطاب رئيس الوزراء قوياً وواضحاً :يا تخلونا نعمل بالقانون يا تتحملوا مسؤولياتكم ونحن مستعدون أن نتخلى.... هذا هو الموقف الصح الذي لو تبعه عمل سيخرجنا إلى طريق أبيض،لأن البقاء في منطقة «المغمغة» والمداهنة سيقتل كل شيء . 
 
يجب على الوزراء أن يرفعوا عصا الشرعية وبقوة , بإمكان الحكومة أن تحشد الناس والدولة عسكرياً ومدنياً لنصرة الدولة فهي الشرعية، وغيرها فوضى تستغل غياب الشرعية أو رعشتها التي لامبرر لها. 
 
 «يايحيى خذ الكتاب بقوة» وقوة السلطة تحتاج أن تؤخذ بقوة ولاتسمح بمن يتطفل على صلاحياتها، وإذا حصل فعليها أن تكشفه بأنه مخرب وناهب الشعب، وتعامله على هذا الأساس فاللص يبقى لصاً مالم يشرعن له صاحب الدار ويلبسه جبته؟. في هذه البلاد شعب طيب وصابر وواعٍ ومستعد أن يذهب بعد رجل الدولة إلى آخر مسار، فقط يريد هذا «الرائد الذي لا يكذب أهله» وبعدها سنكتشف أن أهل اليمن «أحسن ناس» بس لابد للرعاة أن يأخذوا مسؤوليتهم كاملة ولا يتنازلوا بها أو«يتقبيلوا» بها لأحد.. التنازل بالصلاحية في هذا الوقت من الحكومة أشبه بالتنازل عن العرض أو تخلي الراعي عن الغنم للذئب. 
 
أعتقد أن مسؤولية الحكومة متضامنة، هي الراعي الذي عليه أن يشمر ويصرخ ويعمل بحالة طوارىء وإنقاذ حرائق بكل قوة وشجاعة وسنجد اليمن وقد خرجت إلى البر بأسرع مما نتصور. 
الخطورة أن نمكث في هذه الحالة اللزجة والراكدة ,هذا قتل وافٍ، لابد من تمييز بين الأبيض والأسود، بين الدولة واللادولة بين الفوضى والقانون، بين رجال الدولة ورجال الفضالة والفيد والعصابات،ومهما انتفشت الفوضى ستنهزم وستتراجع.. المهم أن لايختلط الأمر بهذه الصورة التي نعيشها، فهذا أمر لايطاق و استقالة الحكومة وغيابها يكون أرحم من حكومة مرتعشة تمثل غطاء للفوضى، لا تعمل ولا تبين للناس حقيقة الأمر..الحكومة ستنجح بشرط أن تكون حكومة ويكون الوزراء فيها رجال دولة. 
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي