الانتصار

أحمد عثمان
الأحد ، ١٦ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٢٤ مساءً
الصورة التي تم بها تشكيل الحكومة وحضور الوزراء لأداء اليمين ومباشرة العمل مع انتقاء عناصرها؛ كل هذا أرسل رسالة أمل بأن اليمن ستقاوم أعاصير الانهيار، وأن المستقبل يحمل الأجمل. 
 
 المشهد متداخل والصورة غريبة، فالدولة معلّقة لكنها مازالت قادرة على العودة مع رغبة شعبية وسياسية بهذه العودة، وأمام كل ما يجري فإن هناك إجماعاً يمنياً على ضرورة إنقاذ الدولة واستدعائها فوراً. 
 
أمس الأول صرّح مستشار الرئيس ممثل «أنصار الله» بموافقته ودعمه للحكومة؛ بما يعني تخلّي «أنصار الله» عن عرقلة الحكومة وتغيّبها.. قرارات من هذا النوع هو انتصار حقيقي لـ«أنصار الله» ولكل اليمنيين الذين لا مجال لهم إلا دعم الدولة وتنفيذ الاتفاقات الوطنية, من مخرجات الحوار إلى وثيقة السلم والشراكة؛ والاتجاه نحو الخيار السياسي الذي يناهض العنف والفوضى وكسر الدولة لأنه كسر للجميع ووضع البلاد أمام خراب لا يستثني أحداً. 
 
لن يحكم البلاد أحد بمفرده، هذه حقيقة ناطقة يقرأها الجميع، ولابد أن نردّدها لكي تصبح من مسلّمات الوعي الوطني؛ لأن غير ذلك تخريب واستدعاء لفتن لا تعرفها اليمن ولا يريدها اليمنيون، مع أن آخرين في الخارج يسعون إليها لتحقيق مصلحتهم على حساب دمار اليمن. 
 
لابد لليمنيين أن ينتصروا على أنفسهم ولأنفسهم بالاتفاق على قول الحق للقريب والبعيد، والكلمة التي يجتمع عليها اليمنيون هي: ابتعدوا عن العبث بالدولة جميعكم.
 
وهنا نأمل أن يحقّق «أنصار الله» انتصارهم الثاني؛ وهو الانسحاب من العاصمة والمحافظات بحسب الاتفاق «السلم والشراكة» فهناك من يسعى إلى توريطهم لخوض حروب بالوكالة، وهي حروب لا مبرّر لها على الإطلاق، فما حدث في رداع من سفك دماء سيكون له آثار سيئة وهو أمر مؤلم. 
أهل رداع والبيضاء يعتبرون أن أي اعتداء على أرضهم اعتداءً على عرضهم، وهنا يختلط الحابل بالنابل، ويبقى «أنصار الله» هم الطرف الظاهر الذي ربما يثيرون أوجاع ومشاعر لا يريدها أحدٌ لليمن، وقد يغرقون فيها ما لم يتداركوا الأمر وينتصروا بالانسحاب وترك الأمر للدولة والعمل كفريق سياسي مع بقية الفرقاء لإنقاذ اليمن.  
 
 ولا أحد في النهاية يستطيع أن يضع نفسه بديلاً عن الدولة؛ بل يحاصر نفسه ويحشد كل الناس عليه، وعندها لن تنفع أية قوة عندما تفقد كل المبرّرات السياسية والأخلاقية. 
 
 اليمنيون أصبح لديهم وعي وإرادة بأن يستعيدوا دولتهم كدولة معبّرة عن الجميع، وكل من يقف ضد المشروع العام وحده سيخسر وبالتجربة والمصلحة العامة. 
لا نريد أحداً من القوى اليمنية أن تخسر، نريد لكل القوى الانتصار، وهذا لن يتم إلا بالانتصار للدولة والمشروع السياسي الواضحة معالمه في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. 
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي