من الذي سيضع الجرس حول عنق القط ؟

مها السيد
السبت ، ٣٠ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ١٢:٤٠ صباحاً
تقول القصة إن جمعا من الفئران جلس وتشاور ليعالج مشكلته مع القط ، وجاء بفكرة جهنمية وهي وضع جرس حول عنقه ، بحيث كلما سار القط يرن الجرس فتهرب الفئران. فرح الجميع بهذه الإستراتيجية المثلى ، لكن بقي السؤال : من الذي سيضع الجرس حول عنق القط؟
صحيح أننا لسنا في مدينة أفلاطون الفاضلة، وبالطبع لسنا بالفئران الخائفة التي تبحث من الذي  يضع الجرس في عنق القط الذي أقلق سكينتها ؟ ولكننا لا نريد أن نغير من سياساتنا ومن مخرجات حوارنا ، ونستبدل سلاح السلم بسلاح الحرب .
 
 فقد خرج مؤتمر الحوار الوطني باعتراف كامل بحقوق جماعة الحوثي ،وفتح لها ولكل المكونات المشاركة أبواب التقاسم في السلطة والثروة  ، وبغض النظر عن نظرية المؤامرة التي تعود عليها الحوثي ومن يتحالف معه بشكل أو بآخر فأن الواقع اليوم قد تغير، ولا يجب عليه الان أن يجتر تراكمات صمته طيلة حروبه الست وقبوله تجاوزات مضت ليضعنا اليوم أمام حسابات طائفية ضيقة وثارات قديمة غدّت مشاعر الغبن والكراهية لديه لينغمس في صراعات السلطة والتسلط بحثا عن حقه المسلوب ، ويدخل في تجاذب مع السلطة والشعب لتأجيج الاوضاع وزيادتها احتقانا  تحت أسلوب الضغط المستفز والإصرار المقلق ويجبرنا  قيادة وشعب أن ندق طبول الحرب ليدخلنا في صراعات داخلية ستستنزف كل مواردنا ليس ذلك فحسب بل ستفتح الباب أمام المتربصين والحاقدين  من كل حدب وصوب ليضعنا أما خيار اللأسلم .
 
ألا يكفيه حربنا مع القاعدة التي تستنزف مواردنا ، وألا يكفيه ما نمر به من أزمة اقتصادية هو أول من خرج ينادي بحلها ولكن بطريقته الغوغائية ،ليضعنا أمام خياران لا ثالث لهما  إما فئران خائفة  ، أو كواسر جارحة في الخيارين الموت واحد والحرب ستكون مؤلمة للجميع وبالضرورة سينفق عليها على حساب القطاعات التنموية التي تسعى الدولة إقامتها لتخفيف من حدة الازمة الاقتصادية . أيها الحوثي المسلح لا ترفع سلاحك علينا ، فنحن لسنا بالفئران الخائفة التى تحتاج إلى أجراس لنعلقها حول عنقك ، ولا أنت القط لنهرب خوفا منك ، أنت كالذئب لا وفاء فيك ، وتعشق الدماء وتسيل لعابك من روائح البارود الخامدة ،ولكننا جميعا قيادة وشعبا سنعلق آخر آمالنا في عنقك ، لتفوق من غطرستك وحماقتك التي ستصلك بالتأكيد إلى نهاية اشد ايلاما وأكثر إزعاجا . 
 
اليمن يمر بمرحلة معقدة وشائكة وأي شرارة قد تشعل فتيل حربا لا تخمد إلا بهلاكنا جميعا ، كل الأطراف المعنية داخليا وخارجيا أصبحت تدرك أنك تسعى لتجرأنا لحرب أهلية خصوصا في الظروف الراهنة ، ولكننا نثق بالله أولا ثم بقيادتنا الحكيمة التي تسعى لسلام اليمن ولتطبيق مخرجات الحوار الوطني ، رغم ما يعانيه القائد الحكيم منذ توليه السلطة في اليمن من عداوات وعلى عدة جبهات سياسية وحزبية وجهوية .  
 
وعليه فأن اليمنيون شمالا وجنوبا اليوم في اصطفاف وطني جامع يبحثون فيه أزمتهم بصدق وشفافية مع قيادتهم الحكيمة يدا بيد بكل شجاعة وإباء ،.لأنهم يعلمون أن البديل لذلك هو الاستعداد للحرب بكل ما تعنيه من أثار داخلية وإقليمية. مفتاح الحل والعقد سيكون هذه المرة بيد الشعب فهم رمانة الميزان في هذا الوضع المعقد.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي