هادي ومنتخبنا الوطني... وجهان ليمن اتحادي جديد

مها السيد
السبت ، ١٥ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٠٢ مساءً
المفارقات كثيرة في اليمن ففي كل يوم نسمع عن الفرقة وعن الوحدة ونسمع عن تعصب وعن ايثار ،وعن معارضة ثم مباركة وكلها وقائع ومفارقات عجيبة مثيرة للجدل والقلق ، ولكن في المقابل في يمننا الحبيب هناك من المقاربات والحلول التي ممكن أن تؤسس لحلول ومعالجات مطمئنة وبناءه .
 
أننا كشعب عريق نتسامى على جروحنا ونرتقي بأرواحنا  لتلامس عنق السماء ،ونأمل في كل صباح شمس جديد بيوم مستقر وعمل مثمر نجني ثماره رطبا مباركا جميعنا ، والمقاربة التي حدثت اليوم ليست ككل يوم فنهارا اجتمعت القيادة السياسية ممثلة بالرئيس هادي بقيادات اليمن لقول كلمة واحدة وهي اننا لأبد أن نكون يدا واحدة لاستكمال البناء والتنمية بدلا من الفرقة والاحتراب ، ومساءا اجتمعت قلوب كل اليمنيين في الداخل والخارج على كلمة سوأ  لتحيّ وتشجع المنتخب اليمني في كاس خليجي 22 بكل امل وتفاؤل لنصرة اليمني وإعلاء شانه وأعاده أمجاده برغم كل آلامه وأزماته.
 
خاطب الرئيس هادي شعبه خطابا صادقا استعرض خلالها مجمل تطورات الأوضاع التي تشهدها الساحة الوطنية من مختلف الجوانب ، وعبر عن مدى الحمل الذي يتحمله من مسئولية  .ثقيلة وكبيرة فهو يحكم اليمن في بيئة  معقدة ومرهقة ،  في كل يوم تسيل دماء اليمنيين غدرا وتهتك كرامة الشعب بغيا  ويتم اضعاف الدولة الهشة ظلما وبهتانا ، ولكنه ومع كل العنف يدعونا نواصل العمل سوياً وبعزيمة موحدة وإرادة صلبة وقوية من أجل إخراج اليمن من الموت المحدق بنا جميعا .  
 
وفي المقابل خاطب  المنتخب الوطني  شعبه بلغة الكرة مستعرضا ومستميتا على  الضعف الذي يعتريه بسبب البيئة الغير مستقرة وضعف امكانات المؤسسة الرياضية التي أتى منها ، أضف لذلك عوامل خارجية ظهرت من خلال العنف المفرط من قبل المنتخب البحريني وانحيازية حكم المباراة الإمارتي  للطرف الآخر – المنتخب البحريني - لا لنجاح ينسب لأفراده ولا لمال يكافأ به ولكن لنصرة  شعب بأكمله وإعادة الفرحة والثقة لقلوب اليمنيين الذين فقدوا معظم مظاهرها ، وإظهار اليمن بقوة وتميز ووحدة  ، ويبين للعالم الاقليمي والدولي أن اليمن رقم ليس سهلا لتدميره وانه ماضي ليمن جديد رغم كل المحن والمؤامرات  .
 
تحمل الرئيس هادي خلال الفترة الماضية الضغوط والمؤامرات ليس لسلطة او منصب ولكن وبكل ايمان لأجلنا ولأجل حلمنا ، وهكذا كان منتخبنا الوطني  في تحمله وصبره ليظهر مدى قدرته على ادخال الفرح والبهجة في قلوبنا جميعا .
 
الصورة الجمعية التي ظهر بها لقاء الرئاسة السياسي ولقاء الرياض الرياضي  تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أننا اليمنيون اصحاب ارادة وعزيمة نؤمن بأننا قادريين على إعادة بناءنا روحا وعقلا وبنيان ،بنية صادقة وبروح وطنية عالية ، فالأمس تشكلت حكومة وطنية ذات كفاءة واستقلالية لا تخضع لمحاصصة جامدة بقدر خضوعها لمعايير متحركة ودماء متجددة واليوم تشكل منتخب يمني متميز مقدام يؤسس لبناء مؤسسي جديد للحركة الرياضية الشبابية بشكل خاص وليمن اتحادي جديد بشكل عام .
 
كنا نموذج تحدث عنا القاصي والداني بفخر واعتزاز بالتجربة اليمنية السلمية الفريدة ، واليوم المنتخب الوطني  نموذج أذهل العالم باستعراضاته الغير متوقعة واللعب التكتيكي المتقن وبشهادة خبراء ومعلقين رياضيين اننا فزنا برغم تعادلنا .
فهل علينا أن نقضي على ما كان ونرضى بالهزائم  لنبقى كما نحن متأخرين او أننا نسابق للوصول إلى ما  سيكون بتعادلنا ثم بفوزنا المأمول ، وهل نظل ننظر الى الماضي ونبكيه لنصبح شعب جامد لا يرتقي لشعوب القرن الحادي والعشرين ، أم اننا نغتنم الفرصة ونقبل على الحياة  بنوايا صادقة وإرادة عارمة  دون استعجال او استبطاء ببسالة المدافع الغيور وشجاعة المهاجم الجسور لتصيح المسافة للمستقبل المشرق أقصر ، ويصبح البناء ليمن اتحادي جديد متطور أمتن وأسلم
الحجر الصحفي في زمن الحوثي