عن ترشيد وتطوير الفعل السياسي

أحمد عثمان
الأحد ، ٢٣ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٢٢ صباحاً
القوى الوطنية التي كانت رافعة للثورة وحاضناً للحوار الوطني وتلك التي أصبحت طرفاً في الحوار ليست شراً كما يعتقد البعض، فيها إيجابية وسلبية وهي كتل وقوى وطنية..وشيطنتها ليست في مصلحة الوطن، فغياب الساحة من قوى منظمة هو أخطر ألف مرة من وجود قوى يمنية لنا ملاحظات عليها او مأخذ، فغياب الساحة من قوى منظمة يعني إتاحة الساحة للفراغ والفوضى المخيفة. 
 هذه القوى مهما كانت قد اكتسبت كثيراً من الإيجابيات والخبرة والأثر في الشارع ولديها مسؤولية وطنية وإحساس دقيق بالواقع وقناعة في التعايش بحجم خبرتها وتجاربها ونجاحاتها وفشلها ولديها استعداد للتخلص من السلبيات وواجبنا أن ندعم هذه القوى بالنقد البنّاء ودعوتها نحو مزيد من الحوار ومزيد من القبول بالآخر ومن الفعل الرشيد ومزيد من الحفاظ على المنجزات المتفق عليها مثل السلمية والتداول السلمي للسلطة والحوار كوسيلة لحل الخلاف والعمل عبر برامج سياسية ..والتخلص من العنف والمليشيات كوسائل للوصول إلى السلطة أو فرض الرأي . 
 وندعو البقية من المستقلين الذين يختلفون مع الأحزاب الموجودة والذين يريدون أداء مختلفاً لإنشاء أحزاب جديدة تكمل النواقص وتثري الساحة وتعمق الاعتراف بالآخر وتتخلص من السلبيات وليس تكرارها ..وبدلاً من تفريغ الطاقات في لعن الأحزاب الموجودة وزراعة خصومات ونشر الكراهية المدمرة سينشرون الجديد ويقومون بتصويب المسار في الشارع الوطني بطريقة ايجابية . 
وفي ظل التنافس السلمي أمام الشعب لن يبقى إلا الأصلح، فالحزبية هي الوسيلة المدنية الأهم والضرورة للحكم المدني ولاخيار لنا غير إصلاحها ودعمها وليس لعنها صباح مساء. 
 هذا أمر نأمل أن يستوعبه كل المخلصين من الشباب والناشطين التواقين لغد أفضل مهما كانت ملاحظاتهم أو مأخذهم على هذا الحزب أو ذاك، إلا إذا كنا نريد أن ننشئ أصناماً جدداً من الزعماء الملهمين وقوى أو بيوتاً وعائلات قبلية أو تجارية أو دينية جديدة بديلاً عن النظام الحزبي، فهذا أمر آخر. 
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي