عن اليمن أكتب

عبدالباري عطوان
الجمعة ، ٢٠ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٣٩ صباحاً
للكتابه عن اليمن شجون.. فهي مهد العروبه وأهلها أهل الحكمة.. وبلادها بلدة طيبة ورب غفور.. وهم الأنصار واهل الإيمان .إذا سالت عن الكرم فهم أهله وإذا بحث عن القلوب الطيبه فهم أهلها.. لا يشعر غريب بغربة ولا مقيم بمهانه.. لديهم أكثر من مليون لاجئ والدولة معترفة بهم وهم يسيحون بالبلاد بطولها وعرضها..بينما دول لا تعترف باللاجئين بها أو تسمح لهم بمغادرة مخيماتهم وتتسول دول العالم للإنفاق عليهم.. بينما باليمن اللاجئ والمهاجر والمقيم وابن البلد سواء مادام وهم داخل اليمن.. لك مني التحيه ولأهلك السلام.
 
ولكن مايضائقني ويؤلمني مايحصل بها وتآمر الدول عليها لغرض تمزيقها وتشتيتها.. لكي يسهل السيطرة عليها وتصبح إمارات تابعة لدول الجوار ودولة فارس وممرا للتهريب والتدمير والقاعدة وعناصر التخريب.
 
لا أدري كيف يراسلني أبناء وأحبة من اليمن ويريدوني أن أؤيد مطالبهم بانفصال الجنوب ويسمونه دولة الجنوب العربي.. حتي اسم اليمن أسقطوه من الاسم.. لا أدري كيف يريدوا مني أن ادعم مطالبهم وأنا أرى حجم المؤامرات علي اليمن من كل جانب.. لو سلمنا وانفصل الجنوب .. إلي أين سيتجه.. هل الى الخليج وجناح قادته السابقين التي استثمارتهم بالمليارات بالخليج وأبراج دبي تشهد بذلك.. أم بيتجهوا إلي إيران وهي تجعل اليمن الآن نصب عينها وتعتبرها البوابة الجنوبية والممر الآمن للوصول الى قلب الجزيرة العربية وبسط نفوذها.. وخاصة وأن جناح منهم الآن مدعوم وبقوة من إيران وقناتين فضائتين تدار بأموال إيرانية وبرامج إيرانية..
أم يتجهوا إلى أمراء طوائف وعصابات لتهريب المخدرات والممنوعات الى دول الجوار. أم اتباع لمشروع تمزيق الممزق أصلا.
 
عروبتي وقوميتي تمنعني أن أكون شاهد زور أو داعم لتمزيق أي بقعة في أي أرض عربية .. فمابالك باليمن أم الحضارات.
صحيح أن الجنوب قد ظلم بفعل سياسات خاطئة مورست من النظام البائد الذي دمر الجنوب ودمر قبل ذلك الشمال. وحول اليمن إلى إقطاعيه عائلية.. ولكن ليس هذا مبرر لتقسم اليمن وخاصة وأن ثورة فبراير 2011 أسقطت مشروع العائلة وأعادت اليمن للجميع وقيادة الدولة الآن مع أبناء الجنوب.. فليس من العقل والمنطق أن ينفصلوا الآن وهم أساس الحكم.. إنما عليهم أن يقدموا مشروع حضاري لليمن وأن يرى أبناء الشمال في حكمهم العدالة والإخاء.
لا أتمني أن ينتهي موتمر الحوار الوطني إلى تقسيم اليمن إلى دويلات فإن ذلك سيكون لعنة عليهم والتاريخ لن يرحمهم.. لا مانع من صلاحيات واسعة للمحافظات وقانون صارم للعدالة وشفافية في الحقوق والواجبات وإعطاء المناصب للكفاءات بدون وساطة أو قبيلة أو عائلة.
الانفصال يعني إعادة تجربة السودان وإعادة التقاتل بين الشمال والجنوب وإذا حصل سيقسم المقسم إلى أكثر من أسداس وأسباع وسيضيع الشعب والدولة والقيم والأخلاق..
فهل سيدرك الحكماء باليمن سواء بالشمال أو الجنوب أهمية بقاء اليمن موحد وأهمية بناءه وفق معايير عالمية فبلادهم مهئية أن تكون سنغافوره أو كوريا ومواردهم لا تقل عن جيرانهم وثروتهم البشريه تكفي للخليج كاملة وليس لليمن فقط... هل يدركوا سعة شواطئهم أكثر من ألفين كم مربع بها أدفى المياه وتجمع أسماك العالم.
هل يدركوا أهمية ميناء عدن الذي كان ثاني أكبر ميناء بالعالم بعد ميناء نيويورك أيام بريطانيا..هل يدركون أنهم يتحكمون بأهم منفذ بحري عالمي وبهم يكن أمن العرب والقرن الإفريقي.. هل يدركوا قوله تعالي "بلدة طيبة ورب غفور".
 
الكثير من القراء والمتابيعن لن ينال مقالي هذا رضاهم ولكن الحق أحق أن يتبع.. وأتمني يوماً وليس ببعيد أن أجد اليمن دولة عظيمة بشعبها وموقعها ورجالها.. يمن يجمع الجميع وينال الجميع جميع حقوقهم.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي