غدًا السبت.. حدثان كبيران!

د. علي العسلي
السبت ، ١٢ ابريل ٢٠٢٥ الساعة ١٢:٣٤ صباحاً

 

يبدو أن يوم غد السبت سيكون حافلًا بالتطورات الساخنة، على المستويين المحلي والإقليمي والدولي، مع حدثين لافتين قد يرسمان معالم مرحلة جديدة في اليمن والمنطقة.

الحدث الأول: محادثات أمريكية–إيرانية.. سلامٌ أم عدوان؟

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن عزمها إجراء محادثات مباشرة مع إيران يوم غد السبت، وسط مؤشرات سياسية وعسكرية متسارعة، أبرزها الاستدعاء العاجل لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض الأسبوع الماضي، حيث أعلن الرئيس ترامب في مؤتمر صحفي عن تحديد موعد للقاء المباشر مع الإيرانيين على أعلى مستوى.

هذا التطور يفتح الباب أمام سيناريوهين رئيسيين:

1. السيناريو الأول: الدبلوماسية تحت الضغط

تسعى واشنطن إلى استثمار سياسة "الضغوط القصوى"، مدعومة بتحريك قطعها العسكرية نحو المنطقة، في رسالة واضحة لطهران. الهدف المحتمل: دفع إيران إلى القبول بشروط أمريكية صارمة، تشمل:

- تفكيك برنامجها النووي.

-التعهد بعدم امتلاك سلاح نووي نهائيًا.

- وقف إنتاج الصواريخ بعيدة المدى.

-التخلي عن دعم أذرعها في المنطقة.

مقابل ذلك، قد تُعرض أمريكا رفع العقوبات، وفتح آفاق اندماج إيران في الاقتصاد العالمي، وربما استثمارات بمليارات الدولارات.

2. السيناريو الثاني: العدوان المُبرَّر مسبقًا

لا يُستبعد أن تكون هذه المحادثات مجرد غطاء تكتيكي يسبق تحركًا عسكريًا واسعًا ضد إيران، بالتنسيق مع الكيان الصهيوني بقيادة نتنياهو. فالتوقيت والتحركات الميدانية تشير إلى احتمال التمهيد لضربة "مخطط لها" مسبقًا تزعزع استقرار المنطقة. وفي هذا السيناريو، يكون نتنياهو قد ورّط أمريكا في حرب بالوكالة مع إيران.

في كلتا الحالتين، ما بعد السبت لن يكون كما قبله...!

الحدث الثاني: حضرموت.. نحو حكم نفسها وإعادة رسم المشهد اليمني

في اليمن، تتجه الأنظار إلى اللقاء الشعبي الكبير الذي دعا إليه "حلف قبائل حضرموت"، المزمع عقده صباح السبت في هضبة حضرموت. ووسط ترقب سياسي وشعبي، يُتوقع أن يكون هذا الحدث من أضخم التجمعات التي شهدتها المحافظة منذ سنوات.

هذا الحراك ليس وليد اللحظة، بل نتيجة شهور من التململ الشعبي والمطالبات المتزايدة بـ:

- تمكين أبناء المحافظة من إدارة شؤونهم بأنفسهم.

-التأكيد على استقلالية القرار الحضرمي.

- رفض أي وصاية خارجية أو تبعية سياسية.

وقد أعلنت اللجنة التحضيرية استكمال الترتيبات الأمنية والتنظيمية لاستقبال وفود من جميع مديريات حضرموت، في خطوة تعكس وحدة الموقف الحضرمي.

ومن المتوقع أن يشكّل هذا اللقاء محطة مفصلية في المشهد اليمني، لما له من دلالات على:

• تعزيز الوعي السياسي والاجتماعي المحلي.

• تفعيل مقررات مؤتمر الحوار الوطني بشأن الدولة الاتحادية.

• احتمال أن تكون حضرموت أول إقليم يبدأ فعليًا بممارسة مهامه وفق النظام الاتحادي كأقليم.

هذا اللقاء قد يقلب المعادلات، ويعيد رسم خارطة التوازنات، وبالتأكيد لن تكون لصالح المجلس الانتقالي الجنوبي.

ختامًا: سبتٌ حاسم في منطقتنا

السبت 12 أبريل قد يكون يومًا مفصليًا، تتقاطع فيه الملفات المحلية والدولية والإقليمية. فمن المحادثات النووية قد تعيد تشكيل خارطة الصراع في الخليج، ومن التحركات الداخلية اليمنية، قد تهدف إلى إعادة تعريف مركزية القرار، يبدو أن المنطقة مقبلة على تحولات كبرى.

 

فلنترقّب... فالتاريخ يُكتب أحيانًا في يومٍ واحد!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي