خواطر رمضانية (29) – تدبر الزبانية: ملائكة العذاب في القرآن

د. علي العسلي
السبت ، ٢٩ مارس ٢٠٢٥ الساعة ٠٥:٢٣ صباحاً

 

ورد ذكر "الزبانية" في القرآن الكريم في سياق الحديث عن العذاب الإلهي، حيث وصفهم الله بأنهم ملائكة موكلون بتنفيذ العقاب على المستحقين له بعدلٍ مطلق. قال تعالى: "سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ" (العلق: 18)، وقد جاءت هذه الآية تهديدًا لمن يعادي الإسلام ويجاهر بالكفر والطغيان.

 

وظيفة الزبانية في العذاب الإلهي

 

الزبانية هم الملائكة المكلفون بتنفيذ العذاب على أهل الجحيم، ولا يعذبون إلا من استحق ذلك بذنوبه وكفره، تطبيقًا للعدل الإلهي. فهم قوة لا تحيد عن أمر الله، ولا يعصونه فيما يأمرهم به.

 

المقارنة بين زبانية الله وزبانية الظالمين في الدنيا

 

في مقابل الزبانية الذين ينفذون العدل الإلهي، نجد في الدنيا من يمارس التعذيب والبطش بالأبرياء ظلمًا وعدوانًا، وهؤلاء يمكن أن يُطلق عليهم مجازًا "زبانية الطغاة". فهم أدوات للقهر والاستبداد، يُسخرون أنفسهم لإرضاء أهواء الحكام الجائرين، ويعذبون الأبرياء بدافع الطغيان والجبروت، خلافًا لزبانية الله الذين لا يعذبون إلا من استحق العذاب بجرائمه.

 

رحمة الله وعدله في العقاب

 

كما أن رحمة الله واسعة تشمل عباده، فإن عقابه شديد على المكذبين والمستكبرين. فهو سبحانه يُمهل الظالم لكنه لا يُهمله، وإذا جاء أمره فإن عدله نافذ لا محالة.

 

ختامًا... دعاء

 

اللهم اجعلنا من عبادك المنيبين، وأجرنا من عذابك، واغفر لنا ذنوبنا، وارزقنا التواضع والخشوع، واهدنا إلى صراطك المستقيم. إنك أنت العفو الغفور، وأنت القوي العزيز.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي