جَلَست والخوف بعينيها
تتأمل فنجانٍ مقلوب ..
قالت يا شعبي لا تحزن
فالغُلبُ عليك هو المكتوب يا شعبي ..
يا شعبي قد ماتَ شهيداً
من ماتَ مريضاً في وطنٍ منكوب
من ماتَ وقرارَ قيادتهُ مسلوبٌ مسلوب يا شعبي ..
بَصَّرتُ ونَجَّمتُ كثيراً لكني لم أقرأ أبداً فنجاناً يشبهُ فنجاني
فَتَّشتُ ونَجَّمتُ كثيراً لكني لم أعرف أبداً أحزاناً تشبهُ أحزاني ..
مقدوركَ أن تمضي أبداً
في أرضٍ وقلبكَ موجوع ..
وتكون حياتك مكتوبة بكتابٍ من حبرِ دموع
وقدركَ أن تبقى مسجوناً بين الفقرِ وبين الجوع
يا شعبي يا شعبي ..
حقيقةً بحثت عن تعبير يصف ويشرح مأساة الشعب اليمني من بعد عام النكبة في 2011م فلم أجد إلا كلمات من رائعة الراحل نزار قباني ( قارئة الفنجان ) التي غناها الراحل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ ، فحاولت أتفنن بتغيير بعض الكلمات لتناسب حالة الشعب اليمني المأساوية فلعلي أكون قد وُفِّقت .
أظن وحسب معلوماتي المتواضعة بأن الشعب اليمني الوحيد من شعوب العالم الذي يمشي فوق كم هائل من الثروات النفطية والغازية ، وبحاره تمتلك من الثروة البحرية التي جعلته يتبوأ المراكز الأولى في التصنيف العالمي البحري ، أضف إلى ذلك تلك الثروة المعدنية من ذهب وغيره من المعادن النفيسة ، أما بالنسبة للجزر فيكفينا فقط ذكر واحدة من الجزر وهي جزيرة سقطرى عروسة الجزر العالمية ، أما بالنسبة للموانئ سنكتفي بذكر ميناء عدن والحديدة والمخا ، ولن نذكر الثروات الأخرى المتنوعة ومع ذلك يُصَنَّف هذا الشعب من أفقر شعوب العالم .
إنها مفارقات عجيبة عندما نرى شعب تمتلك أراضيه ثروات هائلة وغالبية شعبه يتضوَّر جوعاً ولا يجد ما يُصمِت به غرغرة بطنه ، والكل يعلم بأن سبب هذه المفارقات العجيبة هم الساسة الذين تناوبوا على صناعة هذه المفارقات وتلذذوا بمعاناة الشعب اليمني .. ولنا لقاء آخر سنخوض به في هذا الموضوع إن شاء الله تعالى .
علي هيثم الميسري
-->