تأثير حزب الله والحوثيين على تدهور لبنان واليمن .

محمد مصطفى الشرعبي
الاربعاء ، ٢٣ اكتوبر ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢٩ صباحاً

يعاني كل من لبنان واليمن من تدهور حاد في الأوضاع السياسية والاقتصادية، ويعود جزء كبير من هذا التدهور إلى النفوذ المتزايد لجماعات مسلحة مدعومة من إيران، وهما: حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن. كلا الجماعتين يعملان كأدوات لسياسة إيرانية تسعى لفرض سيطرتها في المنطقة، ما أدى إلى تداعيات كارثية على الاستقرار الداخلي والتنمية الاقتصادية في كلا البلدين.

 

حزب الله وتدمير لبنان

 

منذ تأسيس حزب الله في الثمانينيات، توسع نفوذه بشكل كبير في لبنان، حتى أصبح قوة عسكرية وسياسية تتجاوز تأثير الدولة نفسها، تحول حزب الله إلى لاعب داخلي يعيق تقدم لبنان، حيث يعطل الإصلاحات ويؤثر على القرار السياسي لصالح أجنداته الإقليمية المرتبطة بإيران.

 

حزب الله يتحكم في قطاعات حيوية من الاقتصاد اللبناني، ويستغلها لتمويل نشاطاته العسكرية. هذا النفوذ الكبير في الاقتصاد والسياسة تسبب في تراجع ثقة المستثمرين الدوليين، وزاد من عزلة لبنان دوليًا، مما فاقم الأزمات الاقتصادية. العقوبات الدولية على حزب الله أضرت بلبنان بأكمله، حيث يعاني الشعب اللبناني من انهيار العملة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة. الحزب أيضًا تورط في الحرب السورية، مما زاد من الاستنزاف الاقتصادي والعسكري للبنان وأدى إلى تعميق الانقسام الداخلي.

 

الحوثيون وتمزيق اليمن

 

في اليمن، أدى استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء عام 2014 إلى إشعال حرب أهلية مستمرة دمرت البلاد. مثل حزب الله، الحوثيون يتلقون دعمًا عسكريًا ولوجستيًا من إيران، مما جعلهم قوة قادرة على السيطرة على مناطق واسعة من البلاد. سيطرتهم على ميناء الحديدة، الذي يُعد شريان حياة اقتصاديًا رئيسيًا، أضافت إلى معاناة اليمنيين من خلال فرض الرسوم والضرائب غير الشرعية على المساعدات الإنسانية والبضائع.

 

النهج الحوثي في إدارة الصراع أدى إلى انهيار الخدمات الأساسية في اليمن، وزاد من معاناة السكان الذين يعيشون في ظل أسوأ أزمة إنسانية في العالم. الحوثيون يعيقون كل جهود التسوية السياسية، مما يعمق الحرب ويطيل أمدها. كما أن تدخلهم في النزاعات الإقليمية.

 

التشابه في الأساليب والنتائج

 

هناك تشابه كبير بين حزب الله والحوثيين من حيث الأساليب التي يتبعونها والسياسات التي ينتهجونها. كلا الجماعتين تسعيان إلى تعزيز نفوذهما على حساب مؤسسات الدولة، ويعملان على استغلال الموارد الاقتصادية لصالح عملياتهما العسكرية والإقليمية. النتيجة المباشرة لهذا السلوك هو انهيار الاقتصاد وزيادة المعاناة الإنسانية في البلدين.

 

1. في لبنان: سيطرة حزب الله على القرار السياسي والاقتصادي تعني أن لبنان يفقد فرصه في الحصول على الدعم الدولي. تدهور البنية التحتية وغياب الإصلاحات جعل لبنان يعاني من انقطاع الكهرباء والوقود ونقص السلع الأساسية، مما دفع بملايين اللبنانيين إلى خط الفقر.

 

 

2. في اليمن: الحوثيون يتسببون في انهيار الخدمات الصحية والتعليمية، ويمنعون وصول المساعدات الدولية إلى المناطق الأكثر تضررًا. كما أن استغلالهم للموارد الطبيعية والنفط لصالح تمويل حربهم يفاقم الأزمة الاقتصادية، مما يجعل من الصعب على السكان الحصول على احتياجاتهم الأساسية.

 

الدور الإيراني في البلدين

 

التشابه الأكبر بين الجماعتين هو اعتمادهما على الدعم الإيراني الذي يستغل الوضع السياسي والاقتصادي الهش في البلدين لتعزيز نفوذه في المنطقة. إيران تدعم حزب الله والحوثيين بالسلاح والتمويل والتدريب، مما يتيح لهما الاستمرار في تدمير البنية التحتية وتعطيل العملية السياسية. هذا الدعم الإيراني يؤدي إلى استنزاف موارد البلدين وزيادة التوترات الإقليمية، حيث يُنظر إلى لبنان واليمن كساحات صراع إيرانية ضد دول الخليج وإسرائيل.

 

الخاتمة

 

حزب الله والحوثيون هما من أكبر العوامل المدمرة التي تواجه لبنان واليمن اليوم. من خلال سيطرتهم على مفاصل الدولة وتوجيه مواردها لخدمة أهداف إقليمية تتجاوز مصالح شعوبهم، يتسببون في انهيار اقتصادي وسياسي يزيد من معاناة الناس. هذه الجماعات المسلحة تمثل تهديدًا لاستقرار البلدين وتساهم بشكل مباشر في تأجيج الصراعات الإقليمية التي تجعل من الصعب تحقيق السلام أو الاستقرار في المستقبل.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي