ستبقى الحقيقة ساطعة ولا يستطيع أحد دفنها ولو اجتمع العالم ويظل الكبير كبيراً والأصيل محافظاً على معدنه مهما تغيرت الظروف ويحلق عالياً كالطائر في السماء.
ومن بعيد ترى الجبل ذو الجذور شامخاً ليس كجبل الجليد يذوب قبل أن تصل إليه والمواقف هي اختبار أكثر من كل شيء تكشف لك عن الأصيل من الرث ومن يقدس المال ومن يضع صديقة أو قريبة في المقدمة ومن يسأل عنك كل يوم وهو يعرف ان لا مصلحة له منك سوى تقديم الواجب معك .
تجربه خضتها كانت مقياس واقعي وأجابت على اسئلة كثيرة لم اتمكن من العثور على اجابه لها و غربلت الغث من الجيد وزرعت نبته طيبة في القلب .
تأخرت كثيراً عن التعرف بالجبل الذي كنت اتكىء عليه في الرحلة لا يخذلك ابدأ مهما كانت النتائج هو ذالك الجبل الكبير الشيخ فهد قايد المنصوب العملاق الذي لا يتركك في منتصف الطريق ولن يتخلى عنك أبدا ، هو ذاك من نسل الفقيد الراحل قائد المنصوب الذي كانت خطواته تهز الأرض ومواقفه تعانق السحاب ، لا أنسى شقيقة الفندم نعمان الذي ظل أيضا يتابعنا أول بأول ومن كل قلوبهم يتمنون كل الخير و إلى جانبهم الأتقياء صالح و رفيق و منير وحمزة وشمسان ونجيب.
لم يمت الشيخ الراحل قائد أحمد المنصوب الذي كان قدوة في كل التفاصيل كريماً شجاعاً وفياً بل لازالت روحه تحلق بيننا وأراه حاضراً بشخص أولاده الشيخ فهد المنصوب والعميد نعمان قايد الذي ظلوا يتتبعون رحلتنا وعلى تواصل بنا أول بأول وأعترف لولا الشيخ فهد في البداية وإلى جانبه الأخيار لما وصلنا الى جيبوتي .فالمواقف جعلتهم يغرسوا في أهم زاوية في قلبي و نتعلم منهم كل يوم .
الشيخ فهد المنصوب كلما تحاول أن تبحث عن معانيه تجدها درراً في المواقف التي أعتبرها رأس ماله لا يتخلى عنك و قد يقاتل من أجلك لا يقدس المال وليس في حساباته الخسارة ، فالموقف عنده أعظم من كل المال ، سأعترف و بصراحة في هذا الزمن لا تجد مثله سوى من يبرر أو يتهرب ،هذا ما وجدته في الشيخ فهد فهو يقف معك فقط بمجرد أنك من أبناء أسرته .الفندم نعمان هو الآخر لم يقصر معنا وظل على تواصل ووضع بصمات وهذا يقول لك أن الأصيل يبقى أصيل مهما جار الزمن .
لم تكن رحلة فقط بل اختبار حقيقي كشفت لنا ما لم يكن في الحسبان وأظهرت لنا من هو الربان الذي يحاول أن يبحر بأسرتنا نحو النجاة ومن لا يريد للمركب أن ينطلق و ينجو ويبحث عن خرقه ليغرق .
في حياتي لم أكن يوماً متزلفاً في كتاباتي بل هو الإنصاف الغير قابل للجدل والحقيقة التي علمتني أن اكرها فما استطعت ، نسرد الحقيقة لا غيرها فالمواقف تتحدث والقلم يكتب ليس من باب المجاملة أو الزيف رضي من رضي أو زعل من زعل أن الشيخ فهد كبير بمواقفه وإلى جانبه الأخيار لو قادوا المركب لما غرقنا ابدأ ولو أتبعنا بنصائحهم وخطاهم لما تهنا .الشيخ فهد هو ذاك النجم الذي يضيء الليالي شديدة الظلام كلما تعثر الكادحين من أسرته فتح لهم نافذة الأمل هو الأصيل القادم من قلب التأريخ والإنسانية .
سأعترف انه الضوء الذي أزاح عنا الكثير من حشود العتمة ولا خوف من تحديات الزمن مادام ورجل المواقف وعظيم الصفات معنا ونتمنى التعلم منه .
سنكون اوفياء بحجم الوفاء مع جبل المواقف الذي كلما تعثر البسطاء شد بأيديهم وجعلهم ينهضون.تحية للشيخ فهد بحجم الأرض ولكل الأوفياء إلى جانبه الذين كانوا شعاع أمل..
-->