فيما سبق أصدر رئيس المجلس الرئاسي سيادة الدكتور رشاد العليمي قرار رئاسي بتعيين شلال علي شائع بمنصب رئيس جهاز مكافحة الإرهاب ، وقبل ذلك كان المدعو يسران المقطري هو من يقوم بمهام رئيس الجهاز والذي كان هو وفرقته هم من يمارسون الإرهاب بدلاً من مكافحته ، وعندما إستلم المدعو شلال علي شائع هذا الجهاز الإرهابي المسمى بجهاز مكافحة الإرهاب رسمياً إستمر بنفس النهج الذي إنتهجه سلفه المجرم الإرهابي يسران المقطري ، وهذا يدل على أن من يدير هذا الجهاز قوى خارجية وما يسران وشلال شائع إلا أداتان بأيادي هذه القوى يستلمان التعليمات والأوامر منها ، أما عن ماهية الأهداف التي من خلالها تحول هذا الجهاز من مكافحة الإرهاب إلى ممارسته ضد أبناء عدن وغيرهم من باقي المحافظات الساكنين في عدن فهذا يطول شرحه .
عندما طفحت على السطح قضية علي عشال الجعدني المختطف والمخفي قسراً تكشفت الكثير من الحقائق وأسرار هذا الجهاز الإرهابي فإنتفضت قبيلة الجعدني وقبائل أبين وبعض قبائل المحافظات المجاورة لأبين وزأرت طالبة الكشف عن مصير علي عشال ، وحينها ظهرت أسماء أخرى إختطفها هذا الجهاز الإرهابي الذي إتضح بما لا يدع مجالاً للشك بأنه له علاقة مباشرة بقيادات المجلس الإنتقالي الذي تديره تلك القوى الخارجية ، فخرجت الجماهير بوقفات إحتجاجية مستنكرة كل تلك الجرائم والإرهاب الذي يقوده المجلس الإنتقالي عبر جهاز ما يسمى مكافحة الإرهاب ومطالبة بالكشف عن مصير كل المخفيين قسراً في معتقلات المجلس الإنتقالي .
بعد كل هذه الأحداث وحتى يحافظ المجلس الإنتقالي على بقائه ولأجل إمتصاص غضب الجماهير وبإيعاز من تلك القوى الداعمة للمجلس الإنتقالي وجهاز مكافحة الإرهاب أعلن رئيس المجلس بنقل مهام رئيس الجهاز لنائبه أبو زرعة المحرمي الذي أيضاً يحمل صفة نائب رئيس المجلس الرئاسي حالياً أما سابقاً فهو بائع المساويك ، وهنا نقف لحظات في هذا القرار ولديَّ بعض الأسئلة التي أعرف إجاباتها مسبقاً :1 هل رئيس المجلس الإنتقالي تجاوز صلاحياته بقراره هذا وبموافقة رئيس المجلس الرئاسي وأعضاؤه الآخرين ؟ ، 2 هل أرض الجنوب لم تنجب رجال أكفاء لهذه المهمة إلا في الضالع ويافع فرئيس الجهاز السابق ضالعي وجاء بديله يافعي كما هو الحال في جميع التشكيلات العسكرية والأمنية التابعة للمجلس الإنتقالي ؟ 3 هل بإستطاعة بائع المساويك سابقاً ونائب رئيس المجلس الرئاسي حالياً المدعو أبو زرعة المحرمي أن يضبط جهاز مكافحة الإرهاب وهو لا يفقه بأبجديات عمل هذا الجهاز ؟ .
وأخيراً طرأت في خاطري مقولة للقائد العسكري البريطاني ونستون تشرشل : تصنعون من الحمقى قادة ثم تسألون من أين أتى الخراب ، فبعد تأسيس المجلس الإنتقالي من قـِبـَل قوى خارجية لا تريد خيراً لليمن لا في شماله ولا في جنوبه ظهرت قيادات أمنية وعسكرية على الساحة الجنوبية من منطقة واحدة تسمى المثلث وهي الضالع ويافع وردفان ، تلك القيادات كانت فيما سبق تعمل بمهن دنيا ولأن تلك القوى تريد من ينوب عنها من أدوات حمقى ورخيصة في تنفيذ أجنداتها ومخططاتها التدميرية فلم تجد إلا تلك الأدوات الرخيصة فصنعت منهم قيادات وأسندت لهم أعمال تخريبية بعد أن منحتهم رتب ورواتب وعلى مسمع ومرأى من القيادة السياسية ، عندما نرى الفوضى العارمة وكل تلك الجرائم من القتل والتنكيل بالمواطن والسطو المسلح والوضع المتردي والمزري الذي آلت إليه الأوضاع في العاصمة عدن حينها لا ينبغي لنا أن نسأل لماذا حصل كل ذلك لأن السكوت وغض الطرف كانا علامة الرضا .
علي هيثم الميسري
-->