هنية والزبيري... في ميزان المزايدة

د. محمد شداد
السبت ، ١٠ أغسطس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١٤ مساءً

 

ستبقى اليمن برموزها قديمهم وحديثهم فارضة على الدنيا وجودها مهما حاول المتوردين حجب الشمس بغربال، طمس المعالم التاريخية والحضارية لبلد عمره آلاف السنين حفرت صفاته، رموزه، أسماؤه وسماته على الصخور ونشرت أساميه في كل الأسفار التاريخية والكتب السماوية بكل اللغات..

لن يغير تغير أسماء المعالم من الحقيقة شي، تغير إسم شارع باسم الزبيري إلى إسم إسماعيل هنية الثائران لتحريري شعوبهما أو مدرسة علي عبدالمغني إلى إسم الحسين أو حتى جامعة صنعاء بإسم الهالك قاسم سليماني لن يغير من الحقية شيء، ولا يحاول فعل ذلك عبثًا إلا عديم الوطنية والهوى الهوية، أو متضجر من تاريخ نفسه عديم الأصل والتاريخ طغى عليه وعلى ما يهدف الشيطان، هوس السلطة والاستعباد..جرائم لم يحاول فعلها كل غازٍ ومحتل لليمن عبر الأزمان..

لم يعد القطران ولا الأحاجي والتمائم تنطلي على الشعب اليمني، بعد أن تركمت عظمات اليمن التاريخية البشرية قديمها وحديثها، لم يعد لخداع المجاذيب طعن الأعين ولتمويه والرؤية مكان، لم يعد لأسرة يمنية يتكلم أبناؤها مختلف اللغات متخصصين في شتى العلوم العصرية المعقدة أن تصدق هرطقات السحرة والمشعوذين وعلاج الكي بالمياسيم وحل القضايا في الضرب على الأقداح، وعلاج الأمراض المستعصية بسكاكين الطبخ ومقصات الحلاقة..عَقَّمَ العلم العقول وارتقى بها إلى الحد الذي كفر أصحابها بكل مبتعثٍ من أوساط المزابل والمقابر والكهوف..

إعادة التسميات ومحو تاريخ ثورة 26 سبتمبر ومعالم أمة لن يقبله حتى اسماعيل هنية في قبره لأنه الثائر على كافة أشكال الظلم والكهنوت، وكذا الفلسطينيون أنفسهم لإداركهم أن معضلة اليمن وكارثتها الإمامية سبقت كارثتهم بأثني عشر قرنٍ من الزمان، قالها الداعية الفلسطيني من أصل يمني يوسف جرار على الهواء مباشرةً مسجلة على اليوتيوب لم أراد التأكد أن ما فعله شيعة اليمن المتوردين بالشعب اليمني، وضعه في أدنى قائمة الدول المتخلفة والأكثر فقرًا وهوان حتى الساعة، لم يخفِ الرجل جرائم السبي والاستعباد والقتل والهدم والحرق التي فعلتها الإمامة بحق شعب دوخ الدنيا فتوحات إسلامية وحضارة وبناء، حتى استحى كل يمني حر من مما قاله ودمعت عينا قلبه حزنًا وغضب..

 

الزبيري، والسلال، والنعمان، علي عبدالمغني، عبدالرقيب عبدلوهاب، العمري، جزيلان، الشدادي، شعلان، قحطان الشعبي، والحمدي، سالمين، علي عنتر، صالح مصلح، فتاح، والحمادي وكل ثوار اليمن علماؤها شعراؤها أدباؤها جبال على جبال وقمم شوامخ فرضت نفسها على تاريخ النضال نُقشت على كل شماريخ الجزيرة وسواحل بحر العرب والاحمر وكل سدٍ وشلال..

 

محاولة تغير أسماء المعالم لن يغير من التاريخ والحقيقة شيء سبأ، قحطان، حمير، كهلان، ردفان، مذحج، صَبِر، شرجب، شرعب، يافع وأبين وسيف بن ذي وغيرها من الأسماء لم تمحُها عوامل تغير الطبيعة والاحتلالات والغزوات الخارجية المتتالية العنيفة لليمن، خُلِّدت بأدوات تاريخية بدائية، أما أعلام اليمن اليوم فقد حُفظت بذواكر الكترونية علمية وبشرية حية ستبقى ما بقيَّ الزمان وما غابت وأشرقت على الأرض شمس وتعاقب على الليل النهار.. 

فهلا ارعوى هؤلاء الناس؟!

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي