الحديدة، هذه المحافظة اليمنية العريقة، تحمل في طياتها تاريخًا طويلًا من العطاء والبذل. هي المدينة التي دائمًا ما تعطي ولا تأخذ، تعاني في صمت وتمنح اليمن من خيرات بحرها ومزارعها ومينائها لمليشيات الحوثي، لكنها لا تحصل على شيء في المقابل. في الوقت الذي تستمر فيه الحديدة بإعطاء الكثير، تظل تعاني من الإهمال والحرمان.
ثروة بحرية وزراعية لا تُقدر بثمن
تُعد الحديدة واحدة من أغنى محافظات اليمن بالثروات البحرية والزراعية. من بحرها تستخرج الأسماك الطازجة التي تُمثل مصدرًا هامًا للغذاء والدخل للكثير من الأسر اليمنية. ومن مزارعها تخرج المحاصيل الزراعية المتنوعة التي تغذي الأسواق المحلية وتدعم الاقتصاد الوطني. ورغم كل هذه الثروات، تعاني الحديدة من نقص في الخدمات الأساسية والبنية التحتية.
ميناء الحديدة: شريان اقتصادي مهم
يُعتبر ميناء الحديدة أحد أهم الموانئ اليمنية، إذ يُدر مليارات الدولارات من العائدات التجارية التي تذهب لمليشيات الحوثي، مما يزيد من معاناة سكان المدينة. يُشاهد سكان الحديدة يوميًا كيف يتم استغلال موارد مدينتهم دون أن يروا أي تحسن في أوضاعهم المعيشية، إذ تظل المدينة تعاني من ضعف الخدمات وانعدام مشاريع التنمية.
معاناة في صمت
الحديدة مدينة تعاني في صمت. تغمرها مياه الأمطار في كل موسم، مسببةً فيضانات تتسبب في دمار المنازل والبنية التحتية. يكابد سكانها جراحهم بصمت، وهم يواجهون الظروف القاسية بصبر وإصرار. يعيشون بدون خدمات صحية كافية، وبدون مياه نظيفة، وبدون كهرباء منتظمة.
الحصار ومنع المساعدات الإنسانية
تزيد معاناة الحديدة بسبب منع مليشيات الحوثي للمساعدات الإنسانية التي تحتاجها المدينة بشكل ملح. يتم تقييد وصول الأغذية والأدوية الضرورية، مما يزيد من الأزمات الصحية والمعيشية للسكان.
نداء استغاثة
الحديدة تناشدكم أن تنقذوها من الغرق، أنقذوا الحديدة من قسوة الإهمال والحرمان. أطفئوا أنين سكانها المتعبين، وأعيدوا البسمة لوجهها الحزين. الحديدة تستحق الحياة، تستحق أن تُروى بدموع الفرح لا بدموع الألم. إنها تناديكم بأمل أن تضيئوا دروبها المعتمة وتجعلوا العدل والكرامة يزهران في قلبها.
ختامآ
الحديدة ليست مجرد مدينة، بل هي رمز للصمود والعطاء. حان الوقت لنرد لها الجميل، لنمنحها الاهتمام والرعاية التي تستحقها. دعونا نعمل معًا من أجل مستقبل أفضل للحديدة، مستقبل ينبض بالحياة والكرامة.
-->