السكوت والقبول إخلال بشرعنتكم؟!

د. علي العسلي
الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٣ مساءً

 

إن الصمت وعدم البوح بالرفض عمّا يمارسه ويتخذه عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزبيدي يعد قبولا بإجراءاته الأحادية وتهرب من المسؤولية.. فكل ما يقوم به ويصرح به أيضاً بتنافى المطلق مع إعلان نقل السلطة ومهام واختصاصات مجلس القيادة الرئاسي، ومن يجاريه يقبل بمخالفة الأصل في شرعنته، المنبثقة عن إعلان نقل السلطة، والمهام المحددة لمجلس القيادة الرئاسي..

إن تصرف الأخ الزبيدي الأحادي الانفرادي غير متسق مع المرحلة والتوافق والاجماع الإقليمي والدولي.. ولا ينبغي بحال استمرار هذا النهج وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي مسلمون أو صامتون ومتفرجون، أو أن البعض موافقون!؛

الرئيس العليمي للأمانة رجل مسؤل ومنضبط، ونصّي كذلك، إذ انه يسعى للتطبيق الحرفي لنص إعلان نقل السلطة، والمفروض من الزملاء له في مجلس القيادة مؤازرته ودعمه في إجراءاته، وإظهار الزبيدي على انه مغرد خارج سربهم!؛

الرئيس "العليمي" أعلن عن إجراءات في سبيل سعيه المتواصل لهيكلة الأمن والجيش تحت مظلة وزارة الدفاع.. وتعتبر أي هيكلة موازية خروجاً عن إعلان نقل السلطة، والمفروض الجميع يقف بالضد منها، ويعبّر عن ذلك!؛

وكم نسمع من أحاديث عن انسجام أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، ومن انهم متفقين ويعملون ضمن إرادة واحدة وفريق واحد.. لكن الواقع يدحض ذلك؛

فالزبيدي مثلاً هدفه يعلنه باستمرار، هو استعادة دولة الجنوب، لا دولة الجمهورية اليمنية، وعلى اكتاف وشرعية الشرعية، يحلم ان يبني مؤسسات، لينقلب عن الشرعية لاحقا، هذا باختصار، ثمّ سيعتبرها نواة للدولة التي يريد استعادتها، فلماذا إذاً الصمت والسكوت؟!؛

والسؤال الذي دائما ما يثار، لماذا لا يجتمع كامل أعضاء مجلس القيادة الراسي بالعاصمة المؤقتة عدن؟!؛ الجواب معلوم هو أن أمن عدن بيد الانتقالي وليس بيد الشرعية اليمنية؟!؛ وأن العلم الانفصالي يرفرف في كل مؤسسة، وحتى بمقرات اعضا مجلس القيادة، ولذلك خرج العميد طارق من عدن بعد أن أنزل العلم الجمهوري ورفع علم الانفصال من قبل مسلحين يتبعون الانتقالي، فتعهد على ما يبدو بعدم العودة إلا والعلم مرفوع وحُرّاسه والمؤسسات من أجهزة الأمن وبالزي الرسمي للجمهورية اليمنية!؛ فلا ينبغي المفالطة، والمطلوب من الجميع ان يرتقي بحسّ المسؤولية وان يكون بمستوى التحديات لمواجهتها معا..

إذ لا يعقل انه في الوقت الذي يُرتب لتسوية شاملة والتوقيع على خارطة سلام شامل، ومن يأتي ليطعن الشرعية من ظهرها، ويضعفها في التفاوض، من بعض من قبلوا ان يكونوا جزءًا منها؛ فيهيكلوا قواتهم خارج القوات المسلحة اليمنية، ويغردون خارج محتوى ومضمون إعلان نقل السلطة من قبل الرئيس هادي!؛

وللتذكير دائماً، ما نكرر ليفهم الشطار.. إذ انه ينبغي على كل أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، ألا يتجاوز أحدهم ما جاء في الإعلان الرئاسي لنقل السلطة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي؛

فكل حيثيات الاعلان تعتمد وتستند على دستور الجمهورية اليمنية في تجسيد إرادة الشعب واحترام الدستور والقانون وحماية الوحدة الوطنية ومبادئ وأهداف الثورة اليمنية(أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين)، وللمحافظة على وحدة شعبنا في دولة مدنية تحقق الشراكة الواسعة والتوزيع العادل للثروات، وتحمي الجميع، وتحقيقاً لجوهر مخرجات الحوار الوطني الشامل، والالتزام بالتداول السلمي للسلطة والإشراف على المهام السيادية المتعلقة بالدفاع عن الجمهورية اليمنية وتلك المرتبطة بالسياسة الخارجية للدولة. وكذا الالتزام بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية ووحدة أراضيه.

إن إي خروج عمّا سبق يعد تمرداً، ولا يجوز السماح باستمراره، ومن يصمت أو يسكت من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، يعد مشاركاً في هذا الجرم!

إن إنضمام بعض اعضاء مجلس القيادة الرئاسي للمجلس الانتقالي بعد تعينهم في المجلس، يعتبر تحيزاً وخروجا عن القسم الدستوري ، إذ انهم عينوا ليؤدوا مهمة وطنية لكل الشعب اليمني، وعلى اعتبار انهم قوى فاعلة وموثرة بذاتهم وليس بتبعيتهم للانتقالي، ووفاءً للقسم الذي اقسموه،وتغريد الانتقالي خارج الجمهورية اليمنية، عليهم التراجع والانسحاب من انضمامهم للانتقالي، فعضو مجلس القيادة بعد اختياره يعتبر ممثلا عن كل الشعب اليمني لا لمساعدة فئة تريد تحقيق ما يخالف الدستور والقوانين النافذة، ولا ينبغي أن ينحاز أي عضو في مجلس القيادة لتحقيق مطالب فئة من الشعب على حساب كل الشعب!؛

الإنضمام عقب تعينهم في مجلس القيادة خطأ جسيم!؛ فمن أراد أن ينضم للمجلس الانتقالي، عليه تقديم استقالته من مجلس القيادة الرئاسي قبل انضمامه، هذا هو الشيء المنطقي!؛

واسمحوا لي ان أذكركم أيضاً ببعض فقرات مهام واختصاصات مجلس القيادة الرئاسي، وهيئة التشاور، لتعلموا كم ان الزبيدي يستهزأ بالنصوص والاتفاقيات، وبالعقول أيضاً، ومستمر في التفرّد في خياراته وقراراته المخالفة..

ففي الفقرة (هــ) من المادة (1)، أن يلتزم رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي بمبدأ المسؤولية الجماعية وسعيهم لتحقيق أعلى درجة من التوافق في ما بينهم.. فهل الزبيدي ملتزماً بها؟!

أما الفقرة (و) من نفس المادة الأولى: تجدد إختصاصات مجلس القيادة الرئاسي؛ ومنها البند (١) إدارة الدولة سياسياً وعسكرياً وأمنياً طوال المرحلة الانتقالية.. الدولة اليمنية الواحدة الموحدة، ياسيادة اللواء الزبيدي، وليس دولة الجنوب.. والبند (٥) يقول: تشكيل اللجنة الأمنية والعسكرية المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار... وتعمل على تهيئة الظروف واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق تكامل القوات المسلحة تحت هيكل قيادة وطنية موحدة في إطار سيادة القانون.. الرئيس يحاول منذ تشكيل المجلس، الالتزام الحرفي بتنفيذ النص، والزبيدي يلتزم به حرفيا أيضا ولكن ليهكل قواته لصالح جزء من اليمن وليس لكل اليمن.. والفرق كبير يا أيها الكفلاء؟!

أما الفقرة (ي): لا يجوز لأي عضو من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي رفض المشاركة في اجتماعات المجلس إلا لأسباب الوفاة أو العجز أو المرض العضال أو لضرورة ملحة تمنعه من الحضور، وفي حال عدم حضور عضو المجلس اجتماعات المجلس يسقط حقه في التصويت في الجلسة التي تغيب عنها.. كثيرا ما يتم المغالطة والاعلان عن التغيب بعذر، بينما الحقيقة ان ممارسة الانتقالي تحول تماما من التقاء كامل الأعضاء في العاصمة الموقتة عدن!!

والفقرة (ك): تصدر قرارات مجلس القيادة الرئاسي بالتوافق..وفيها إجراءات لحسم الخلاف.. فهل الأخ الزبيدي ملتزم بهذا المبدأ، وما هي اماراته؟!

وفي المادة الثانية المتعلقة بهيئة التشاور والمصالحة؛ الفقرة(ب): تعمل الهيئة على توحيد رؤى وأهداف القوى والمكونات الوطنية المختلفة، بما يساهم في استعادة مؤسسات الدولة، وترسيخ انتماء اليمن إلى حاضنته العربية.. هذا هو لبّ القصيد.. وهذا هو المبتغى؟! ومن يتخلف عنه أو يسكت عن فعل المخالف له، يعد متمردا أو قابلا به، وبالتالي يضع شرعيته على المحك!؛ وخواتم مباركة.. وصمت غير مقبول..

 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي