إلى جباري والرحبي: ما تفعلوه انحراف تام عن الموقف الوطني

علي البخيتي
السبت ، ٠٣ فبراير ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤٤ صباحاً

 

كلنا مع السلام لكن هل عبدالملك الحوثي مستعد للتنازل عن مشروع "الولاية" والحوار مع بقية اليمنيين ومشاركتهم في الحكم؟، الكل يعرف أن الإجابة هي (لا)، جباري والرحبي وغيره، لكن أحدهم تعب من الغربة ويبدو أنه يتشوق للعودة، والثاني فُرض عليه هذا التوجه من ممولي القناة، وأنا أعذر الاثنين.

وهل البديل هو الحرب؟ لا بالطبع، فالأطراف التي تعارض الحوثي ليس لديها مشروع موحد ولا رؤية لاستعادة الدولة، وتناقضاتها أكثر من تفاهماتها.

إذًا ما الحل؟، الحل إبقاء الوضع على ما هو عليه، لا حرب عبثية ولا سلام يشرعن سلطة الحوثي، والعمل على معالجة الوضع الاقتصادي والإنساني، وليبقى كل طرف حاكم للمناطق التي بيده إلى حين ميسرة، المهم أن لا يمنح الحوثي كرت الشرعية والاعتراف الدولي، عندها لن نتخلص من حكم "الولاية" ولا بعد عشرة قرون.

متى يمكن أن يقبل الحوثي سلام حقيقي وشراكة مع اليمنيين؟، عندما يُكسر ناموسه، وتسقط سلطته في صنعاء، وتداس صوره في الميادين التي رفعت فيها، ويحاصر في منطقته في صعدة، ويدرك حينها أن "الله" ليس معه، لحظتها فقط وعندما يشعر بخطر وجودي سيذهب باتجاه السلام حفاظًا على حياته وحياة أقاربه وباقي معاتيه السلالة.

رسالة للصديقين عبدالعزيز جباري ‎@Abdulazizgubari ومختار الرحبي ‎@alrahbi5: أنتم أكثر من يعرف أن الحوثي يستثمر القضية الفلسطينية، فمن صادر على اليمنيين حريتهم وكرامتهم وفجر حتى منازلهم وصادر ممتلكاتهم وأغرق البلد في فوضى وحرب وتقسيم منذ لحظة انقلابه، لا يمكن أن يسعى لتحرير شعب آخر.

يمكنكم تدوير مواقفكم قليلًا لاعتبارات قد نتفهمها، لكن ما تفعلوه انحراف تام عن الخط الوطني، وترويج لمشروع "الولاية" تحت مسمى السلام والدفاع عن القضية الفلسطينية، والحديث أن هناك عدوان على اليمن عار عن الصحة تمامًا، فلا أحد يستهدف اليمن، بل قراصنة سرقوا اليمنيين في كل مكان، وعملوا نقاط لابتزازهم في كل طريق، والآن عملوا نقطة في مضيق باب المندب لابتزاز العالم بنفس الشعارات "الموت لأمريكا وإسرائيل واللعنة …."، والعالم ليس قطيع ليستسلم، ولا يوجد لدى العالم مفكرين كجباري والرحبي يروجون للابتزاز تحت مسمى الدفاع عن غزة.

وهنا أعلن استعدادي لمحاورة جباري أو الرحبي على قناة المهرية، في برنامج مباشر، وسأسافر لتركيا على حسابي الخاص إذا وافق أحدهم أو كلاهم، مع إدراكي أنهم لن يجرؤون على ذلك، ليس لضعف فيهم، بل لأنهم يدركون أنهم انحرفوا فعلًا، ومن الصعب أن يدافعوا عن مواقف أجبروا عليها بشكل أو بآخر.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي