المأساة تستمر في إقتحام واقعنا

صالح المنصوب
الاربعاء ، ٠٦ ديسمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٥:٠١ مساءً

تتربع الأمنيات طموحاتنا , ونسبح دائماً في خيال الاحلام الذي تحضر فيه كل تفاصيل حياتنا , لكننا  لم نجد بوابة للخروج من واقعنا التعيس الذي ربما نشارك فيه بالتعطيل دون إدراك ونقضي على احلامنا ولم نفكر يوماً إلى أين سنصل ؟ واصبحنا واشبه بطائر اضاع اتجاهه لا يعرف مكان يستقر فيه .

 

كل يوم يمر نرى صورة للألم وحالات ترتسم فيها المعاناة وتختفي فيها ابجديات الأمل , فقر ومرض وانهيار الانسانية والرحمة ولم يعد هناك من ضمير لمعالجة ووضع حلول لمعاناة الناس حتى أن المجتمع نفسه يشارك في القضاء على نفسه بسبب النظرة الأكثر سوداويه التي يراها وطبعت في ذاكرته.

تحديات كثيرة تواجة السكان وأولويات تعد الأهم وهي التي ترتبط بحياتهم ولقمة عيشهم  المتمثل بالوضع الاقتصادي وهو الأهم , فالريال كل يوم يفقد قيمته وغلاء الاسعار يقفز بين فترة واخرى ومصادر الدخل تكاد تنعدم فرواتب بسيطة اشبة بضمان اجتماعي لا تفي بغرض مصاريف يومية لأطفال المدارس ، والمعلمين هم اشد من يعيشون قساواة الظروف في هذا الوضع فرواتبهم البسيطة تقتل فيهم روح العمل .

اما منهم في مربع مليشيا الحوثي فعذابهم ومعاناتهم أكبر و تختلف فلا حرية ولا رواتب ولا مكان للقيم والضمير والانسانية في قلوب وحوش لا تعرف غير ثقافة القتل والتفجير والاعتقال والخراب , يعيش الناس في قهر يومي وهذا ما يريده الإماميين الجدد شقاة ايران بالرغم من الاموال التي يجنونها من جبايات وضرائب وجمارك بالقوة لكنها تذهب لهم و لمن يعملون لصالحهم  .

هذا الوضع وهذه المأساة التي وصلنا اليها كانوا هم سبباً في صناعتها , ولازالوا يحلمون في البقاء على هذا الحال الحزين , قطع الرواتب واغلقوا الطرقات وحولوا حياة الناس الى رعب  لكنهم يجيدون فقط صناعة الشعارات والتضليل بانهم يسيرون بمن هم تحت سيطرتهم الى مرفأ النجاة , وكلها اباطيل اعتادوا على اخراجها كذباً لعل الناس يصدقوهم .

 

ان تمزيق شمل البلاد وتبديد احلام أبنائها واذلالهم وسفك دمائها في الشوارع وزج الوطنيين في السجون وكثير في المنافي وبيع الذمم والضمائر  ومحاولة افساد الاخلاق القومية في جميع المؤسسات حتى في المدارس والمحاكم وقوات الجيش والامن والتفريق بين الاب وابنه أفات خطيرة ومدمرة صنعتها مليشيا الإنقلاب لاتصنع في واقعنا غير الكآبة ومناخ لا يبشر سوى بالضرر .

يمارسون سياسة التضليل والدجل والتلفيق والشائعات وهي سياسة عقيمة لن تصلح البلاد بها ابدا ,لم يتركوا اساليب المكر والرياء وخنق الحرية والبكاء عليها والاخلال بالامن باسم حفظه وانتهاك حرمات الناس باسم حمايتها .

دعوا الناس أحراراً يفكرون ويقولون ما يشاءون حتى نصدق انكم تقدسون الحرية .

اتركوا حائط الانحياز الى القوى الخبيثة التي تستخدمكم لتدمير الوطن و التي تستظلون بظلها وتعيشون تحت رحمتها من صدرت لنا عبركم غير القتل والخراب  .

اننا نعيش واقع بائس تحضر فيه كل تفاصيل المأساة حتى انها اقتحمت حياة انبل الناس وحولتهم الى مجانين ومتسولين فيما يعتلي لصوص العصر السيارات الفارهة ويسكنون العمارات والفلل الضخمة ويسرقون مال الشعب وعرقه ويتاجرون باسم قضاياه .

نحن بحاجة الى مخلصين وصادقين يقدسون الكرامة و اخر ما يفكرون به هو المال نحن بحاجة إلى تقديم نموذج جيد من كل المكونات المناهضة للانقلاب وهذا ما يطرح دائماً ومن خلاله ستذوب مشاريع الكذب والتضليل .

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي