معادلات غربيّة مضروبة؟!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٢٤ اكتوبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٣:٤٢ مساءً

أيها الغرب الذي بكل قوة يحاول أن ينتصر للمحتّل والمعتدي، على صاحب الحق والضحيّة الفلسطيني .. صانعوا القرار في دول الغرب نظرتهم بالمقلوب.. نظرتهم قاصرة وسطحيّة.. معادلاتهم مثفوبة، لا بل مضروبة!  كيف لكم أيها الغرب، أن تسمحوا للكيان الصهيوني بالانتقام على عمل بطولي مقاوم ومشروع، بشرعيتكم الدولية المخطوطة والمقرّّة بأيديكم، لا بل وتحرضوا وتدعموا الكيان لإحداث المزيد من  القتل.. ثمّ تدّعون العدالة والإعتدال!! تظلمون وتحابون وتدللون المحتّل، ثمّ تدّعون الحياد أيها الغرب المنافق!  فغزّةَ بانحيازكم ودعمكم أصبح معظمها ركام.. غزّة بعض أهلها تحت الأنقاض.. غزّة مستشفياتها معظمها خرجت عن الخدمة ومن تبقى منها، أضحت بعد عدم السماح بوصول الوقود إليها مقابر جماعية.. بل ومهددة بالقصف كما حصل بالفعل  لمستشفى المعمداني الذي راح ضحيته خمسمائة انسان يا من تدّعون الانساتية، ومستشفيات الشفاء والوفاء وغيرهما مهددة بالقصف.. غزّة وصل فقط إلى جنوبها منذ أيام بعض  مساعدات(ماء ودواء وأكفان)، بمعدل  عشرين شاحنة يومياً، من إجمالي خمسمائة وسبعين شاحنة كانت تصل يومياً قبل عدوان الكيان الصهيو _امريكي.. يمثل ذلك ما نسبته 3%  فقط مما كان يصل قبل الكارثة والتي حلّت على غزة بفعل الاصرار والدعم الأمريكي اللامحدود للكيان، كي يواصل حربه الانتقامية على أطفال ونساء ومباني غزّة، امريكا تدعم الكيان باسلحة وقنابل تستخدم وتجرّب على رؤوس ابناء القطاع ولأول مرّة.. امريكا تشارك بالخطط والاستشارات والتدريب للغزو البرّي المزمع حصوله على غزّة، وتعطي  الكيان كل التغطية على جرائمه، وكل المعلومات الاستخبارية التي تساعده على قتل المزيد من الغزاويين.. امريكا لم تشبع بعد، من قتل أكثر من (6) الالاف، من أطفال ونساء ومسنين ورجال غزة الكرام، وأكثر من(20) ألف جريح؛ ويعلم الله كم تحت الانقاض .. معادلات معكوسة ومعوجّة حقاً.. أمريكا تعلن أن الوقت ليس مناسباً اطلاقاً بعد، للحديث عن وقف عدوان الكيان الصهيوني على أبناء غزة الشرف والبطولة والكرامة.. الرئيس الأمريكي بنهاية عمره، ولا يزال متعطشاً لدماء ابناء غزّة، فيعلن أنه لم يحن بعد موعد الهُدن أو وقف العدوان..وقف العدوان الصهيو_ امريكي عندهم،  مرهون باطلاق الأسرى مزدوجي الجنسية والاجانب ،ومرهون باستسلام أبناء غزّة ورضوخهم للتهجير،خسئوا وخابوا؛ ومرهون كذلك بتسوية المباني الغزّيّة بالارض..أهذا هو العدل عندكم أيها الغربيون؟!  يبدو أن غزّة ستكون على موعد بتوقف القصف عليها فقط عند القضاء تماماً على الغزّويين.. العالم عند ذلك سيتداعى وسيضغط على الكيان بضرورة التوقف رحمة بالطيور التي ستقتات على  أجساد الشهداء، المقتولين بآلة الحرب الغربيّة مُدّعو الانسانية والحفاظ على البيئة.. حالياً المساعدات التي حصراً وصلت جنوب غزّة، وجّهت استجابة لرغبة الكيان، لإتمام عملية  التهجير؛ والتي اكتشفها وأدركها الغزّاويون أن لا علاقة لها بإنفاذ حياتهم، بل تجميعهم، كي يسهل تمويتهم بشكل جماعي؛ لتكثير القتل وحتى يرتاح (بايدن ونتنياهو)، فقرروا العودة الى الشمال ابطال رجال عظماء.. المساعدات المكدّسة في معبر رفح شاهدة على  الغرب الظالم، لا بل على فشل النظام العالمي برمته..ما يصل منها ليس واحد في الألف من الاحتياج.. تقول حرّة فلسطينية لا نريد مساعداتكم.. نريد ايقاف الحرب على رؤوسنا.. مساعداتكم  أوصلوها للأحجار والركام والدمار الذي أحدثتموه! ..الغزّاويون لم يعودوا يهتموا بالمساعدات، فلا وقت عندهم للأكل والشرب والتطبيب، لأنهم لا يجدون مكان آمن لذلك؛ فهم  مستهدفون عمداً، كي يموتوا؛ وكل ذلك فقط من أجل إشباع غريزة (بايدين_نتتياهو)، وقادة الغرب الأخرين الذين يتقاطرون لــ" تل أبيب" تأييداً ودعماً، وللاسترضاء لقادة العدوا واللوبي الصهيوني في بلدان العالم الغربي.. الغزّاويون كل منهم ينتظر متى سيأتي دوره ليموت؟!؛ فمعدّل القتل يومياً مخيف ومفزع..سبحان الله.. قدر الشعب الغزّاوي مميزاً؛ أن يعيش بكثافة، وأن يموت أيضاً بكثافة بُداً عن كل العالم.. تُرى لماذا يريد قادة الغرب في فلسطين حصراً ضرب الشرعية الدولية وعدالتها؟!؛ والانتصار للصهاينة على حساب العرب؟ ولماذا يستعينون بالأكاذيب لمحاولة تضليل شعوبهم؟!؛  نعم! يخدعون شعوبهم بتصوير المقاومين الشرعيين على أنهم وحوش وأكثر من ((داعش))؛ ومع ذلك يظهرون بالإعلام ليصرحوا بأنهم إنسانيين، يضغطون على الكيان بالسماح للمساعدات، كي تصل إلى الغزّاويين، وتكدّسها في الجانب المصري تفضح زيفهم وكذبهم؟! فمن غير المنطقي أن يدعم الكيان بأحدث أدوات القتل ويؤمر باستعمالها ضد الغزّاويين؛ ثمّ يتحدثون عن مساعدات من أجل إنقاذ الحياة..لا يستقيم ذلك ابداً..أوقفوا تفويج السلاح وأمروا كيانكم اللقيط بتوقيف عدوانه فوراً إن كان بقي لديكم ذرة ضمير أو إنسانية!  تضحكون على شعوبكم ولا تستحون ببكائكم على اطلال تدميركم لغزة وأهلها.. ترسلون  الاطنان من القذائف وكل حديث من آلة الحرب، وتضخّون مليارات الدولارات من أجل إحداث القتل والموت للغزاويين، وتقولون نقدم مساعدات لغزّة.. ولا مقارنة مطلقاً بفتاتكم للفلسطينين ودعمكم اللامحدود للكيان الصهيوني؟!.. مقارباتكم ظالمة، وفجواتها كبيرة، فضيقوها إن كنتم حكام ديمقراطين وحضاريين وانسانيين!  المعادلة التي تعملون فعلاً على تنفيذها في الميدان هي:  " معادلة الموت للغزاويين والحياة للصهاينة"، وربّي أنها معادلة ظالمة ومنحازة أيها الغربيون! مساعداتكم مهما كانت لا معنى لها إن لم يتوقف العدوان،لانه من بقي حياً ستأتي الطائرات الحربية للإجهاز عليه؟!  الأصل والمنطقي هو أن يحصل الضغط على الكيان بوقف الحرب والعدوان والسماح بوصول كميات كافية من المساعدات بآمان لكل الفلسطينيين؛ ومن ثمّ الاتجاه نحو التفاوض وتحقيق السلام الشامل العادل، المفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وليعيش الفلسطينيون بسلام وآمان كما بقية العالم! كيف لكم أيها الغرب أن تسعوا إلى السلام في المنطقة؟!؛ وأنتم تسهمون  في إسالة دماء الفلسطينين؛ بل وتحرضون الكيان على مواصلة القتل والتدمير.. لك الله ياغزّة.. أما عربنا؛ فهم يتسابقون بالتوسط لاخراج الأسرى الأمريكيين والغربين الأخرين من مزدوجي الجنسية من غزة، لإرضاء أمريكا ..إنا لله وإنا إليه راجعون.. ولكم ومعكم ربكم أيها الغزّاويون أحباب الله.. فأنتم باستشهادكم أحياء ونحن معشر العرب بحياتنا أموات!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي