الرئيسية > عربية ودولية > الضغط الأميركي على إسرائيل لتغيير تكتيكات القتال في غزة يوسع الحرب

الضغط الأميركي على إسرائيل لتغيير تكتيكات القتال في غزة يوسع الحرب

" class="main-news-image img

يرى محللون أن الضغط الأميركي على إسرائيل لتغيير إستراتيجيتها والتركيز على الضربات المستهدفة بدقة والقتل، بدلا من القصف التعسفي لقطاع غزة، يزيد من خطر تصاعد الحرب إلى نزاع إقليمي وتوسيعه خارج منطقة الشرق الأوسط.

 

 

 

ويقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط جيمس دورسي إن الخطر المتزايد يدل على أن الجهود الأميركية الهادفة إلى السماح لإسرائيل بمواصلة محاولة تدمير حماس مع تقليل الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين قد تأتي بنتائج عكسية.

 

ويشير دورسي إلى أن الطريق الوحيد لمنع التصعيد وحماية الأرواح البريئة وتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس يكمن في وقف إطلاق النار.

 

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته الخامسة لتل أبيب منذ بدء الحرب على “حق إسرائيل في منع حدوث 7 أكتوبر آخر”، لكنه “شدد على أهمية تجنب إلحاق الضرر بالمدنيين، وحماية البنية التحتية المدنية، وضمان توزيع المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة”.

 

وكان بلينكن يشير إلى هجوم حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل الذي أشعل الردّ الإسرائيلي.

 

وشكلت إشارته إلى البنية التحتية أول انتقاد علني للولايات المتحدة للهجمات الإسرائيلية على المستشفيات والمدارس وغيرها من البنى التحتية المدنية في غزة.

 

ولم يصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي بيان بعد الاجتماع في إشارة إلى الخلافات مع بلينكن. لكن إحجام الولايات المتحدة عن تجاوز الضغط اللفظي بالتهديد بالعواقب إذا فشلت إسرائيل في الاستجابة لنصيحة الولايات المتحدة قد ينبع من الاعتقاد بأن نفوذ واشنطن على تل أبيب قد تضاءل بمرور الوقت على المستويين الاقتصادي والسياسي.

 

وبلغ الدعم المالي الأميركي 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي خلال 1981. ولم يتجاوز تخصيص الولايات المتحدة السنوي البالغ 4 مليارات دولار خلال 2021 نسبة 1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

 

وتصنّع إسرائيل اليوم العديد من أسلحتها الأساسية محليا، مما يجعلها أقل اعتمادا على مبيعات الأسلحة الأميركية.

 

وخلصت إسرائيل في 1991 إلى أنها لم تعد تستطيع الاعتماد الكامل على الحماية الأميركية حين لم تدعمها عندما استهدفها العراق بصواريخ سكود خلال حرب الخليج.

 

ويستمر اعتماد إسرائيل على الفيتو الأميركي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والتعاون العسكري، لكنها عملت على زيادة استقلاليتها، مثلما فعلت دول الخليج بعد ثلاثة عقود شهدت فشل الولايات المتحدة في الرد على الهجمات الإيرانية على بنيتها التحتية الحيوية خلال 2019 و2020.

 

وتدلّ معلومات استخباراتية مفصلة تبدو دقيقة وحديثة على أن إسرائيل ربما ردت على الضغوط الأميركية من خلال تنفيذ سلسلة من عمليات القتل المستهدف في الأسبوع الماضي، واغتالت ستة نشطاء من حزب الله، وقائدا للحرس الثوري الإيراني في سوريا، ومسؤولا كبيرا في حماس في بيروت.

 

واستهدفت القوات الإسرائيلية الثلاثاء سيارة في جنوب لبنان تقل ثلاثة من عناصر حزب الله شمال الشريط الضيق على طول الحدود اللبنانية – الإسرائيلية التي يبلغ طولها 120 كيلومترا والتي اقتصرت الأعمال العدائية مع الجماعة اللبنانية عليها حتى الآن.

 

 

وشُنّ الهجوم، الذي كان الثاني خلال 24 ساعة، بينما كان بلينكن يناقش الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية مع نتنياهو وأعضاء حكومته الحربية.

 

واستهدفت إسرائيل سيارة ثانية، بعد ساعات على الهجوم، بالقرب من منزل وسيم الطويل، وهو قائد كبير في حزب الله اغتيل مع مقاتل آخر من الجماعة في هجوم بطائرة مسيّرة، الاثنين، بينما كانا يسافران بالسيارة شمال الشريط.

 

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي المعين حديثا يسرائيل كاتس “نحن نستهدف عملاء حزب الله والبنية التحتية والأنظمة التي أنشأها لردع إسرائيل”.

 

وتضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لتقليص قصفها لغزة الذي قتل أكثر من 23 ألف شخص معظمهم من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء وسحب قواتها من القطاع والتركيز على أهداف فلسطينية متشددة.

 

ويهدد مقتل كبار قادة حزب الله وحماس وإيران بدفع القوات التي تدعمها إلى الانتقام بطرق يمكن أن تصعد الأعمال العدائية خارج غزة والشريط الحدودي الإسرائيلي – اللبناني الضيق حتى الآن.

 

وفي دلالة على كيفية تصاعد الأعمال العدائية، هاجم حزب الله قاعدة إسرائيلية لمراقبة الحركة الجوية الاثنين، ردا على اغتيال صلاح العاروري الأسبوع الماضي في بيروت، وردت إسرائيل باستهداف مواقع في جنوب لبنان بينها قضاء صيدا لأول مرة.

 

وكانت لجل عمليات الاغتيال المستهدفة التي نظمتها إسرائيل ضد عناصر من حزب الله على الأرجح علاقة كبيرة بالجهود الأميركية والفرنسية والألمانية لمنع تصعيد الضربات بين إسرائيل والجماعة اللبنانية والتفاوض على ترسيم نهائي لحدود البلدين.

 

وأعلن حزب الله رفضه لمطالب إسرائيل بالانسحاب إلى خط يقع على بعد 30 كيلومترا شمال الحدود ووراء نهر الليطاني. وأكد أنه لن يشارك في أي محادثات حول ترسيم الحدود اللبنانية إلا بعد توقف إسرائيل عن هجماتها على غزة وقبولها لوقف إطلاق النار بشكل دائم.

 

وهددت إسرائيل بدفع حزب الله عسكريا إلى الليطاني إذا فشلت الجهود الدبلوماسية. وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زيارة توجه خلالها هذا الأسبوع إلى القوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية من أنه إذا اختار حزب الله أن يبدأ حربا شاملة، سيحوّل بيده بيروت وجنوب لبنان غير البعيدين إلى غزة وخان يونس.

 

 

ويبدو أن الهجمات الإسرائيلية على حزب الله تهدف إلى إجباره على الاختيار بين الانسحاب وإشعال حرب شاملة لا يستطيع لبنان المفلس تحملها ولا يريدها الكثير من اللبنانيين.

 

وأشار زعيم حزب الله حسن نصرالله إلى أنه لا يتطلع إلى تصاعد الأعمال العدائية، لكنه أكد استعداد جماعته للتصدي إذا اختارت إسرائيل اتخاذ هذا الاتجاه.

 

وقد يرجع تركيز إسرائيل الواضح على عناصر حزب الله أيضا إلى عجزها حتى الآن عن القضاء على كبار قادة حماس في غزة، بمن فيهم يحيى السنوار، حتى بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الحرب.

 

وتعهد رئيس الموساد ديفيد برنياع خلال الأسبوع بمطاردة كل عضو في حماس متورط في هجوم الحركة في السابع من أكتوبر على إسرائيل، بغض النظر عن مكان وجودهم.

 

وقال رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار خلال الشهر الماضي إن إسرائيل ستطارد حماس في لبنان وتركيا وقطر حتى لو استغرق الأمر سنوات.

 

ولم ترد حماس على مقتل العاروري بعد، لكن مسؤولا كبيرا حذّر من أنها قد توسع الحرب إلى ما يتجاوز حدود إسرائيل وفلسطين إذا استمرت الولايات المتحدة في دعم إسرائيل.

 

وأشار سامي أبوزهري، المسؤول في حركة حماس، إلى ضرورة أن يعيد الغرب بشكل عام والحكومة الأميركية بشكل خاص النظر في مواقفهما، حيث ستكون لذلك عواقب جسيمة.

 

وأكد أن في حال تمسّك هذه الأطراف بموقفها، فإن الأمة بأكملها ستعتبرها عدوا وتتعامل معها على هذا النحو. وشدد على أن هذا الصراع قد يتخطى حدود فلسطين ويتسع في نطاقه.

 

وفي الوقت الذي أطلق فيه أبوزهري تحذيره، طلب تنظيم الدولة الإسلامية من مؤيديه شن هجمات فردية على أهداف مدنية في أوروبا والولايات المتحدة، بما في ذلك الكنائس والمعابد اليهودية.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي