الرئيسية > تقارير وحوارات > الرقصات السقطرية.. ثبات على البقاء رغم كثرة الفن الدخيل

الرقصات السقطرية.. ثبات على البقاء رغم كثرة الفن الدخيل

" class="main-news-image img

 

تزخر محافظة أرخبيل سقطرى شرق اليمن بموروث ثقافي وفني متعدد لاتزال تختزنه الجزيرة في التنوع البيئي والثقافي والفني حتى اللحظة، على الرغم دخول العديد من الأفكار والموروثات الفنية المتجددة، لكن سكان الأرخبيل ما يزالون يتشبثون بالموروث الفني الذي عمره مئات السنين.

 

 

 

الرقصات السقطرية بشقيها القديم والحديث واحدة من الموروثات الثقافية والفنية التي ارتبطت بحياة الإنسان السقطري في مسار حياته وتقاليده وعاداته.

 

يقول رئيس مؤسسة سقطرى للتراث الثقافي والطبيعي، أحمد الرميلي، لـ "يمن فريدم" "إن الرقصات في أرخبيل سقطرى على نوعين منها ما هو أصيل ودخيل أي الجديدة التي ودخلت قبل عقود من محافظات الساحل الشرقي كحضرموت، وتؤدي بالطبل والمزامير، والتي تتركز في ساحلي قلنسية وحديبو، وثمة رقصات بدوية قديمة لا يزال البعض يحافظ عليها وهي تتركز في الأرياف وفي المرتفعات الجبلية من الأرخبيل".

 

فنون الرقص

 

"فن صمهر" يؤدى قياما وتقوم النساء بالرقص فيه، ويقومون بشكل حلقة في مكان فيه استواء وتدخل امرأة وأخرى كل واحدة من جهة، وتمسكان بيد بعض وترقصان يتقدمان إلى محاذاة الصف الآخر ثم يرجعون إلى الخلف، وهكذا عدة مرات تقدم وتأخر وتدخل امرأتين وتخرج مثلهما، ويقومان بالرقص على ايقاع الصوت الذي يتم تلحينه.

 

وبنفس "الفن صمهر" يؤدى ولكن بنفس الطريقة يعملون بشكل حلقة كبيرة لكن الرقص مختلف يكون هناك صف للنساء ويقابله صف للنساء وأحيانا يكونان صفين مقابل صفين حسب وجود الناس وكثرتهم، هذا يرافقه طبل هناك فرقه تضرب بالطبل ويكون الرقص على ايقاع الطبل الذي يتم ضربه مصاحبا للصوت الذي يتم تلحينه من الفرقة التي تقوم بتأدية الفن صمهر طريقة الرقص يكون بمقابلة صف مقابل صف يتقدم الصف بخطوات معينة ويتأخر الصف الذي أمامه إلى طرف الدائرة ثم يرجع الصف الذي تقدم للخلف والصف الآخر يتقدم.

 

وتنقسم الرقصات في سقطرى إلى قسمين رقصات قديمة وغالبا تستخدم في الوادي والأماكن المرتفعة من سقطرى وكانت تستخدم في سقطرى كلها قديما، ورقصات ساحلية حديثه ودخلت إلى سقطرى من حضرموت ومن السواحل الإفريقية، ليست جديدة ولكنها قديمة نوعا ما تصل إلى 100عامًا، لكنها دخيله، دخلت إلى سقطرى بما يرافقها من أدوات الطبل.

 

الرقصات القديمة البدوية، هناك رقصات وإن كانت قديمة، لكن ما زال بعضها موجود منها رقصة تؤدى في الشعر اسمه (صمهر) هذا الشعر يقال في الأعراس وفي المناسبات الكبرى وفي الليل، ويكون مختلط بين الرجال والنساء، ويؤدى والناس واقفة ويلقي الشاعر قصيده ولديه فرقة ويتم تلحين القصيدة ثم تظهر القصيدة على بقية الشعراء والفرق الموجودة في السهرة.

 

رقصات نوعية

 

وثمة نوع آخر من الرقصات وهو خاص بالرجال، واسمه (هدانا أو قصائد) وهذا النوع يكون في الأعراس والمناسبات الكبرى يكون الرجال بشكل حلقات كبيرة في مكان استواء والشعراء، يؤدون قصائدهم وكل شاعر يؤدي قصيدة بالدور بالترتيب والذي يحصل في هذا النوع دخول بين المرة والأخرى يدخل اثنين من الرجال داخل الصف ويجرون داخل الحلقة جري معين ثم يتقافزان للأعلى مرة أو مرتين ويخرجون وبعد لحظات يدخلان آخران وهكذا حتى ينتهي السهر.

 

موروث زاخر

 

ويزخر اليمن بكم كبير من الرقصات الشعبية التي تختلف من منطقة إلى أخرى وتختلف الرقصات بين المناطق اليمنية من خلال الأداء والايقاعات والعادات والتقاليد، فهناك (رقصة الشرح) التي تنتشر في محافظات (عدن، لحج، أبين، شبوة) في ظل الاختلاف البسيط في الأداء بين المناطق الآنفة الذكر، حيث يكمن الاختلاف في نوعية الآلات المستخدمة ومع الرقص، وثمة رقصات يمنية أخرى منها (البرع، الركلة، الحناء، نجيم الصباح).

 

في كبرى مدن اليمن محافظة حضرموت شرق البلاد هناك ثلاثة أنواع من الرقصات وفق التقسيم التضاريسي وهي رقصات الساحل منها (الهبيش والعدة) ورقصات الوادي منها (الزربادي والقنيص) ورقصات الساحل.

 

رقصات ملائمة للجغرافيا

 

يؤكد علي الحبشي المهتم بشؤون الرقصات الشعبية أن لا يوجد تحديد زمني محدد لهذه الرقصات الشعبية وكل ما يذكر من بعض الكتابات هو يأتي من باب الاجتهادات الشخصية لبعض الكتاب.

 

وأضاف الحبشي أن أغلب الرقصات الشعبية جاء مكملا لتطور المواويل القديمة التي كانت يرددها في العهود الماضية الرعاة والمزارعون ثم تطورت الرقصات على اصوات القائم بالألحان.

 

وتابع حديثه تختلف الرقصات الشعبية من منطقة إلى أخرى بين المناطق الساحلية والجبلية والأرياف، وهذا الموروث الثقافي تطور تباعا لخصائص كل منطقه حيث تعدد روافد واستقاء هذه الرقصات من منابع متعددة ناهيك عن أن الظروف المحيطة بالمجتمع اسهمت في خلق رقصات خاصة بطبقات المجتمع اليمني.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي