الرئيسية > محليات > بثاني أيام تيج.. المهرة في عين الإعصار حتى هذا الوقت وحضرموت تتأهب لحدوث كارثة!

بثاني أيام تيج.. المهرة في عين الإعصار حتى هذا الوقت وحضرموت تتأهب لحدوث كارثة!

" class="main-news-image img

 

يوم ثان من أيام الإعصار "تيج" في الأراضي اليمنية، فبعد يوم شديد على أرخبيل سقطرى مجموعة الجزر الواقعة في المحيط الهندي، استقبلت محافظة المهرة في أقصى الشرق اليمني، مقدمات الإعصار من أمطار ورياح، تمهيداً لليلة ستقضيها بعض مديرياتها في عين الإعصار حتى مطلع الفجر، قبل أن يتجه نحو حضرموت التي تشهد استعدادات واسعة.

 

 

وكان صباح يوم الإثنين، قد أشرق على أضرار مختلفة تسبب بها الإعصار القادم من بحر العرب في مناطق أرخبيل سقطرى، حيث تسبب باقتلاع أعداد من أشجار النخيل، وغرق وتدمير سفينتين في ميناء الجزيرة، وقطع لطرقات، فيما تبادل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو تظهر أمطارا شديدة الغزارة ورياحا شديدة رافقت الإعصار.

و"تيج" هو ثاني إعصار يتشكل في بحر العرب خلال العام الحالي، وانطلق بعد ذلك مباشرة نحو محافظة المهرة التي يمر منها عين الإعصار الليلة من التاسعة مساء وحتى الفجر، وكانت المديريات الساحلية فيها شهدت صباحاً، أمطارا غزيرة ورياحا شديدة وارتفاعا في أمواج البحر، تسببت بأضرار مادية لا سيما في مديرية حصوين.

وتسبب الإعصار في تهدم أجزاء من مبان قديمة وأحواشها، إضافة إلى سقوط أشجار واقتلاع أعمدة كهرباء ولوحات دعاية، ناهيك عن انقطاع الكهرباء عن مدينة الغيضة مركز المحافظة ومناطق أخرى منذ الفجر وحتى الآن، وانقطاع خدمتي الاتصالات والانترنت عن قشن وحصوين.

في الأثناء نزحت عشرات الأسر هرباً من الإعصار لاسيما إلى مدينة الغيضة، سواء في مراكز الإيواء المقدرة بأكثر من 40 مركزاً أو في منازل الأقارب والفنادق.

وكانت السلطة المحلية في المهرة دعت المواطنين في المناطق المنخفضة إلى مغادرة منازلهم والتوجه إلى مراكز الإيواء القريبة والمحددة من قبل لجنة الطوارئ، لاسيما الساكنين في المنخفضات ومجاري السيول المتضررة سابقا من إعصار لبان الذي ضرب المحافظة عام 2018، للتوجه إلى مراكز الإيواء المؤقتة.

وكان رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي وصل أمس الأحد، الى المهرة وعقد لقاء بالسلطة المحلية استعداداً للتداعيات المحتملة للإعصار، وطالب بحسب الإعلام الرسمي، بدعم دولي مسؤول للحد من تداعيات الكوارث والتغيرات المناخية التي تؤدي إلى فقدان مئات الأرواح سنويا.

وقال العليمي إن اليمن يأتي في صدارة الدول المتأثرة بالمتغيرات المناخية، رغم عدم مساهمته بأي انبعاثات على هذا الصعيد، مذكراً بالأعباء الكبيرة للكوارث الطبيعية التي شهدها اليمن خلال السنوات الأخيرة.

وشدد الرئيس خلال الاجتماع على أهمية مضاعفة الجهود والمسؤوليات المشتركة بين أجهزة الدولة والسلطات المحلية، وكافة الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين لمواجهة آثار الاعصار المداري، مشيدا بالدعم السعودي.

واشار الى أن زيارته لمحافظة المهرة في هذه الظروف الاستثنائية تأتي تأكيدا لموقف المجلس الرئاسي الداعم لجهود قيادة السلطة المحلية، ومشاركة أبنائها كافة التحديات، والتطلعات المنشودة في مختلف المجالات.

وقال العليمي: "المجلس الرئاسي رأى أن نكون مع أهلنا في محافظة المهرة، وحضرموت وسقطرى، في مواجهة الآثار المحتملة للمتغيرات المناخية التي عانت المحافظات الثلاث من موجاتها المدمرة على مدى السنوات الماضية".

من جانبه تفقد محافظ المهرة محمد علي ياسر اليوم الاثنين، عددا من المناطق في مدينة الغيضة بعد هطول الأمطار الغزيرة صباحاً، وذكر المركز الإعلامي للمهرة أن المحافظ تفقد حافة السادة ووادي الجزع ومنطقة محيفيف الساحلية وعدد من شوارع وأحياء مدينة الغيضة والمناطق المجاورة الأشد خطورة.

وأكد المحافظ أن السلطة المحلية شكلت لجان طوارئ بجميع المديريات للتعامل مع الحالة المدارية، وإخلاء عدد كبير من المدارس لتكون مراكز إيواء وتجهيزها لاستقبال المواطنين، موجها الجهات المعنية بمضاعفة الجهود وتقديم كافة سبل الدعم والتسهيلات.

وفي السياق قال مركز الإنذار المبكر إن آخر بيانات التنبؤات تشير إلى استمرارية تحرك الإعصار الذي يصنف من الدرجة "الثانية" في شرق اليمن، متوقعا مرور عين الإعصار في المنطقة الواقعة بين نشطون وحصوين بالمهرة من مساء اليوم وحتى فجر الثلاثاء.

وأكد المركز في بيان أن الإعصار يصاحبه اشتداد هطول الأمطار مع رياح عاتية وأمواج عالية تتراوح بين خمسة إلى ثمانية أمتار، مع مد بحري على المناطق الساحلية المنخفضة.

كما توقع تراجع حدة الإعصار المداري بعد عبوره اليابسة إلى عاصفة مدارية ثم إلى منخفض مداري خلال اليومين القادمين، حيث سيتحرك باتجاه المناطق الشرقية لحضرموت.

في الأثناء تجري محافظة حضرموت التي يتوقع أن يمر الإعصار منها استعدادات واسعة، حيث قررت السلة المحلية اليوم الاثنين، تعليق الدراسة في جميع مدارس وثانويات ومجمعات المديريات الساحلية، من يوم غد وحتى يوم الأحد المقبل.

وشمل القرار مديريات (الريدة وقصيعر، الديس الشرقية، الشحر، مديرية مدينة المكلا، غيل باوزير، وبروم مينفع)، وقال البيان إنه جاء عطفاً على توجيهات محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، التي قضت برفع الجاهزية القصوى والبدء في الاجراءات الاحترازية تجنبًا للمخاطر المناخية من إعصار "تيج" وحفاظًا على سلامة الطلاب والطالبات.

في غضون ذلك، نشرت المنطقة العسكرية الثانية، خلال الساعات الماضية، فرقها العسكرية المتخصصة على سواحل المدن الرئيسية بمحافظة حضرموت، وعلى الجسور والممرات المائية، وكذلك بالأودية المجاورة للتجمعات السكنية، وفق بيان نشره المركز الإعلامي للمنطقة.

وقال البيان إن قوات المنطقة بدأت تنفيذ خطتها الاحترازية لتلافي وقوع أية كوارث ناتجة عن اقتراب الإعصار أو دخول تأثيراته لسواحل حضرموت، بالتنسيق مع السلطة المحلية بالمحافظة، مضيفاً أن الآليات والجرافات بدأت بتنظيف مجاري السيول من مخلفات البناء وأشجار "السيسبان" وكل ما قد يعيق جريان مياه السيول في مجاريها المعتادة.

وحذرت دوريات الإنقاذ العسكرية، المواطنين من التواجد بالسواحل والأودية ومناطق الانجرافات الصخرية، منبهة لحجم الأضرار البشرية والمادية فيما لو تمت تجاهل تلك التحذيرات.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي