احتضنت مدينة تعز اليمنية، السبت، مؤتمر تيدكس تعز 2023، لاستعراض "الأفكار الإبداعية الملهمة"، وشرح التجارب الإنسانية، وتقديم الابتكارات التي تستحق الظهور والانتشار، بعد عشر سنوات من قيامه لأول مرة في العام 2014، قبل اندلاع الحرب، في المدينة المحاصرة من قبل المليشيات الحوثي.

وقدم المؤتمر، عروضا مختلفة، لشخصيات ملهمة كان لها دور إيجابي في المجتمع، بالإضافة لعدة عروض فنية متنوعة، تحكي تراث المدينة، في ظل الأوضاع الراهنة.

وتحدث البروفسور أبو ذر الجندي، وهو أحد المتحدثين في المؤتمر، عن قصة نجاح إنشاء مركز متخصص في جراحة القلب والأوعية الدموية وزراعة الكلى، في تعز بداية اندلاع الحرب.

وأوضح الجندي أنه ترك عمله في أكبر مدينة طبية في الشرق الأوسط مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، وقدم استقالته للعودة إلى تعز.

وأشار الجندي إلى أنه بعد تعينه عميدا لكلية الطب عمل على استئناف الدراسة فيها وأسست اقسام الماجستير للجراحة والباطنة، ليتم بعد ذلك تدشين عمليات جراحية معقدة في مستشفيات تعز، حد قوله.

ولفت إلى أنه تم استقبال أكثر من 13000 مريض للمعاينة وخدمات العيادات، إجراء أكثر من 2000 عملية جراحية منها 500 عملية قلب مفتوح، 15 عملية زراعة كلى، 1600 عملية جراحة أوعية دموية.

وكان من بين المتحدثين، الأستاذ فهد الظرافي، صاحب أكبر إرشيف صوري لمدينة تعز واليمن عامة.

وتخلل المؤتمر، عددا من الفنون الموسيقية والغنائية، والتجارب الملهمة لشباب وشابات تعز اليمنية.

وقال الصحفي صدام الكمالي، في تصريح "للمصدر أونلاين"، إن تيدكس تعز 2023، يمثل حدثا عظيما ليس لتعز وحسب، بل لكل ‎اليمن، في ظل وضع سياسي واقتصادي وسياسي متردي بسبب الحرب المستمرة للعام التاسع على التوالي.

وأضاف الكمالي: "تيدكس انطلق من تعز المحاصرة منذ عام 2015، المدينة التي لطالما علمتنا درساً مهماً في التحدي والنضال وتحقيق المستحيل مهما كانت الظروف".

وأشار الكمالي، إلى أن تعز اليوم تخبر الجميع أن الغد يمكن أين يكون جميلاً، عبر هذه القصص الملهمة في التحدي والعزيمة والإصرار.

ويعد برنامج تيد الدولي، برنامجا عالميا يقدم من على خشبة المسرح، لغة موحدة وجسرا مشتركا بين شعوب الأرض، من تجارب ملهمة وابتكارات وأنواع مختلفة من الفنون، في ملتقى دولي للتعايش والسلام من حول العالم.