"من بعد صلاة الفجر حتى العصر كل يوم وانا وبناتي نساق الى الشوارع والأحياء دون رحمة من احد".
بهذه الكلمات لخصت المسنة تقية عبدالله (اسم مستعار) ما ارتكب بحقها وحق بناتها الثلاث من جرائم بسبب، توجيهات القيادي الكبير في جماعة الحوثي، أحمد حامد "أبو محفوظ"، بمنع توزيع الغاز المنزلي عن طريق عقال الحارات في العاصمة صنعاء.
وتقول فتاة بعمر الزهور "لم أتعرض لتحرش واهانات بشكل متواصل ومن الكبار والصغار إلا عندما منع عنا الغاز، وتحولنا إلى تائهات في الشوارع نبحث عن كراتين وحطب لنوقد بها الطعام".
وتضيف :"خمسة وحوش بشرية طاردوني من أمام منزلنا في شارع المطار حتى جولة عمران، يعرضون علي احضار الغاز إلى المنزل مقابل أن أتنازل عن عرضي".
وتتابع: "منذ شهر منعوا توزيع الغاز عن طريق عقال الحارات وقالوا معهم آلية جديدة، ولكن هذه الآلية هي إخراج الفتيات وأمهاتهن والأطفال إلى الشوارع من الصباح حتى المغرب ليحططبوا ويجمعوا الكراتين بدل الغاز الذي ذهب إلى السوق السوداء".
وتوضح: "صحيح كان الغاز لا يأتي إلا بعد وقت طويل وكنا نجمع حطب خلال الفترة الماضية، لكن الامر ازداد سوءا بعد سحب الغاز من عقال الحارات".
محمد مغرم صرخ من جانبه بشدة قائلا :"لم تشهد العاصمة صنعاء مطلقا جرائم كالتي تحصل الآن بسبب انعدام الغاز، بعض النساء يعرضن أنفسهن للبغي مقابل دبة غاز".
ويتساءل في سياق حديثه لمراسل "يمن دايركت": "ما الحكمة من منع توزيع الغاز عن طريق عقال الاحياء؟!" . "ولماذا يمتهنوا أعراض وكرامة الناس؟!".
تجار بالسوق السوداء ومواطنون آخرون أكدوا أن توجيهات صدرت من قبل مدير مكتب رئاسة الجمهورية في صنعاء، أحمد حامد، إلى وزارة وشركة النفط، بوقف توزيع الغاز المنزلي عن طريق عقال الحارات".
وقالوا إن التوجيهات صدرت قبل نحو شهر، وتحول الغاز المنزلي إلى السوق السوداء ليباع بمبالغ باهظة لا يستطيع المواطن العادي توفيرها في ظل الوضع المعيشي الصعب الذي يعيشه.