في الذكرى الثالثة لتأسيس مجلس القيادة الرئاسي الرئيس العليمي يؤكد تجدد العهد ويستشرف عاماً حاسماً

حمدي العمري
الثلاثاء ، ٠٨ ابريل ٢٠٢٥ الساعة ٠١:٣٠ مساءً

 

في الذكرى الثالثة لتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، جاءت تدوينات فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، على منصة اكس حاملة في طياتها مواقف سياسية واضحة، وتحليلات دقيقة لطبيعة المرحلة، ورسائل عميقة موجهة لليمنيين كافة، في الداخل والخارج، ترسم ملامح المرحلة المقبلة بروح المسؤولية والتحدي والأمل.

أكد الرئيس العليمي في تدويناته تجدد العهد الذي قطعه وأعضاء المجلس على أنفسهم تجاه الشعب اليمني، باستعادة مؤسسات الدولة وإنهاء المعاناة التي صنعتها حرب الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني. هذه العبارة لم تكن مجرد تذكير بالواجب، بل جاءت كتأكيد على الاستمرارية في النهج الوطني، وإشارة إلى أن المجلس لم يحد عن غايته الكبرى رغم التعقيدات، وأنه لا يزال متمسكاً بثوابت الجمهورية اليمنية والشرعية الدستورية.

ويُبرز الرئيس العليمي، بتوازٍ واضح بين التحدي والإنجاز، أن تشكيل المجلس كان لحظة فاصلة في تاريخ اليمن المعاصر، ومحطة جمعت الفرقاء على هدف وطني جامع هو إسقاط الانقلاب واستعادة الدولة، بدعم من الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والأصدقاء في المجتمع الدولي. هذا التكوين السياسي أعاد توازن المشهد، وفتح المجال أمام توحيد الصف الوطني وتجاوز التباينات لصالح معركة الخلاص، التي تزداد وضوحاً في أهدافها ومساراتها.

ومن خلال ربط الرئيس العليمي بين دعم الأشقاء ودور القوى الوطنية، تتجلى القراءة الواقعية لطبيعة المعركة، إذ يرى فخامته أن التحديات الاقتصادية والإنسانية، ومحاولات المليشيات الحوثية لإغراق المحافظات المحررة بالفوضى، ليست سوى أدوات لمشروع خارجي يتغذى على تفكيك اليمن وضرب نسيجه الوطني. من هنا، جاءت دعوته الواضحة لتوحيد الصفوف، كخيار وحيد لا بديل عنه، لحماية ما تبقى من الدولة، واستكمال تحرير ما تبقى من أراضٍ تحت سيطرة الميليشيات.

وفي بعد رمزي عميق، عبّر الرئيس العليمي عن عظيم الامتنان لصناع الصمود من أبناء الشعب اليمني، وللقوات المسلحة والأمن، وكافة التشكيلات العسكرية. هذه الإشارة ليست مجرد تحية، بل هي تثبيت لدور هذه القوى كركيزة أساسية في معركة المصير، ورسالة تقدير لكل من وقف بثبات في وجه مشروع الظلام والهيمنة.

تدوينات الرئيس في مجملها شكلت خطاباً جامعاً بين التحفيز، والتحليل، والدعوة إلى الالتفاف حول معركة الجمهورية، وقد عكست نضجاً سياسياً، وإدراك عميق لأبعاد المرحلة، ورؤية وطنية تراهن على وحدة الصف، وتراكم النجاحات، وعلى أن العام الرابع من عمر المجلس قد يكون عام الحسم، بعون الله، وإرادة الشعب، وصمود الأبطال.

وهنا يبرز تساؤل مشروع: هل كان توقيت إشارة فخامة الرئيس إلى دخول العام الرابع من عمر مجلس القيادة الرئاسي مجرد مرور زمني؟ أم أنها رؤية ورسالة توحي بأن اللحظة تتهيأ لتحول حاسم؟

ففي ظل التوتر النفسي والانهيارات المتتالية التي تعانيها المليشيات الحوثية في هذه الفترة، تبدو الرسالة واضحة: هل يكون العام الرابع هو عام الخلاص؟ وهل تنجح القوى الوطنية، إذا ما توحدت، في اقتناص هذه اللحظة الحرجة لإسقاط الانقلاب واستعادة الدولة؟ إن القادم قد يحمل الإجابة.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي