الرئيسية > تقارير وحوارات > قصة تصفية نجلي صدام حسين في 6 ساعات بعد اختبائهما في فيلا.. وأمريكا تنشر صور جثثهم لتأكيد مقتلهم!

قصة تصفية نجلي صدام حسين في 6 ساعات بعد اختبائهما في فيلا.. وأمريكا تنشر صور جثثهم لتأكيد مقتلهم!

" class="main-news-image img

 

عدي صدام حسين التكريتي، هو الابن الأكبر لرئيس العراق الراحل صدام حسين، من زوجته الأولى ساجدة الطلفاح، وهو الشقيق الأكبر لقصي صدام حسين، وصاحب الشخصية العصبية والدموية التي ورطته في خلافات مع والده، لكونه الوريث الأول لعرش العراق، كما كان يلقبه هناك.

 

أما شقيقه الأصغر "قصي" فكان ينظر إليه أيضًا على أنه خليفة صدام حسين، وقد أوكل إليه والده مسؤولية حمايته ومهمة قيادة قطاعات الجيش في منطقة بغداد خلال حرب العراق عام 2003، وكان قد أسند إليه منصب رئيس جهاز الحرس الجمهوري المسؤول عن حماية الرئيس، بجانب إشرافه على تدريبات الحرس الجمهوري العراقي، وعلى أثر الغزو الأمريكي للعراق صار عدي وشقيقه قصي مطلوبين.

 

قصة اختبائهما في الأول من يوليو لعام 2003، أثناء اشتعال حرب العراق مع أمريكا، فوجئ "نواف الزيدان"، مواطن عراقي يمتلك فيلا في منطقة الموصل، برنين جرس الباب، وفور أن فتح باب فيلته لم يتمالك نفسه من أن يهتز من الذعر، فرغم لحيتهما الكثيفة فإنه تعرف على عدي وقصي ابني صدام، برفقتهما أحد الحراس واسمه عبد الصمد، ومعهم الابن الأكبر لقصي "مصطفى"، الذي كان يبلغ من العمر 14 سنة.

 

أدخلهم "نواف" في الحال إلى فيلته وخصص لإقامتهم غرفتين في الطابق الثاني، وقد قال فيما بعد: "لم يكن أمامي خيار آخر"، وقد تبين أن هذا الرجل كان أحد المنتفعين من نظام الرئيس الراحل صدام حسين، إذ كوّن ثروته في عهده من الاستيراد والتصدير، ولكن لم يمنعه ذلك من الفوز بما هو أكثر من ذلك بكثير.

 

15 مليون دولار كانت هي المكافأة التي رصدتها الولايات المتحدة الأمريكية لمن يدلي بمعلومات عن أماكن اختباء صدام حسين أو ابنيه، وبالفعل استغل "نواف" الفرصة، وبعد 3 أسابيع من إقامة الضيوف في فيلته، وبالمخالفة لأعراف القبائل العراقية، قام بإبلاغ الدورية الأمريكية عن ضيوفه يوم الإثنين الموافق 21 يوليو 2003، وأخذ أسرته وخرج ليحتمي بالجنود الأمريكان تاركًا ضيوفه لمصيرهم، وفق ما أوضح مقال منشور في مجلة "جون أفريك".

 

معركة الست ساعات في صباح يوم الثلاثاء 22 يوليو، حاصرت القوات الأمريكية الفيلا بالأسحلة الثقيلة وطائرات الأباتشي، وعبر مكبر الصوت أخذ مترجم عراقي يصرخ باللغة العربية بالإنذارات الموجهة إلى قاطني الفيلا: "سلموا أنفسكم، إنكم محاصرون، أخرجوا راية بيضاء، وضعوا أيديكم على رؤوسكم، لا جواب ولا حراك".

 

والمفاجأة كانت في فشل القوات الأمريكية رغم عددها وإمكانياتها في اقتحام الفيلا، إذ دارت معركة بين الجانبين استمرت لست ساعات، كان آخر من سقط فيها من قاطني الفيلا هو "مصطفى قصي صدام"، صاحب الـ14 عامًا، والذي يقال إنه قتل ما يزيد على 10 جنود أمريكيين.

 

بين التكذيب والإثبات تم سحب الجثث الأربع من وسط الأنقاض ووضعها داخل أكياس من البلاستيك وإرسالها إلى مستودع الأموات الأمريكي في مطار بغداد، ومن ثم عرض الجثتين على الأشعة السينية، ومقارنة الملفات الطبية لأسنان ابني صدام بالأسنان في فكي الجثتين، وإجراء عملية تشريح لهما. ورغم تأكد الأمريكيين من مطابقة التشريح لجثتي ابني صدام، فإن التكذيب عم أرجاء العراق، وقيل إنها شائعة لزعزعة المقاومة العراقية، لذا استدعت الولايات المتحدة الأمريكية الصحفيين إلى مكان الجثتين لتصويرهما والتأكد من أنهما تخصان "عدي وقصي صدام حسين".

 


الحجر الصحفي في زمن الحوثي