الجوع كافر فهو والفاقة عماد المفاسد وانتشار الرذيلة والانحلال الاخلاقي ، وللتخمة وبطر النعمة مفاسد لا تقل عنها وربما اخطر.
المجرم الاول فيهما كل مسئول لص استغل موقعه للاثراءولم يقم بواجبه ، وكل تاجر نهم لا يخشى الله في تعامله مع الناس ، وكل ثري لا يخرج زكاة ماله ، وكل شيخ علم لا يهتم بهذا الجانب ويذهب الى قضايا بعيدة عن معاناة الناس واحتياجاتهم ، وكل صاحب قلم سخر قلمه للدجل والنفاق والتكسب بقلمه ولسانه في مدح الفاسدين ، وكل حزب همه الكسب الحزبي في وقت المجاعة وعطاءه يقتصر على اتباعه.
وكل شيخ قبيلة ووجاهة لا يشعر بمن حوله من الناس بل ربما يتلذذ بذلك ويستعرض قدرته عليهم.
وبالمحصلة الدولة والحكومة المسؤول الاول عن احوال الناس ، وكل من ذكرنا مسئول أمام الله وأمام المجتمع ، والفساد وانتشار الرذيلة وكل انواع الجرائم ستصيب الجميع وعلى رأسهم المتسببون في ذلك واللعنات لن تستثني احداً كل بحجم مسئوليته وواجباته التي فرط فيها.
فيا هؤلاء جميعا انقذوا مجتمعكم من المجاعة المحققة التي كلكم سبب فيها ، ويا حكومتنا ويا اشقاؤنا انقذوا الريال اليمني قبل ان ينهار كل شيء وسيكون بعدها العلاج مستحيلا ووالله ان الجميع مسئولون أمام الله حتى وان لم يسائلهم البشر ،
اللهم رحمتك اوسع من ذنوب المذنبين ومن اجرام المجرمين ، فلا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
