من وحي المونديال .. العرب لا ينقصهم شيء

تيسير السامعي
الاثنين ، ١٢ ديسمبر ٢٠٢٢ الساعة ٠١:٢٠ مساءً

أثبت مونديال "قطر ٢٠٢٢" أن العرب لا ينقصهم شيء، وأنهم قادرون على فعل كل شيء: على التنظيم المتميّز والمنافسة على اللقب أيضا.

في السابق، كانت المنتخبات العربية تكتفي بالمشاركة، وتعتبر الوصول إلى النهائيات إنجازا، ومن الصعب منافسة المنتخبات الأوروبية - الأمريكية، وهذا هو سبب ظهورها بمستويات هزيلة.  

لو أن المنتخبات العربية دخلت مونديال كأس العالم وعندها نيّة قويّة وعزيمة وإرادة  للمنافسة على اللقب لاستطاعت أن تصنع ذلك، وربّما حصلت على اللّقب، لأنه -بالحقيقة- لا ينقصها شيء. 

بمعنى أن القضية ليست إمكانيات، ولا قُدرات، القضية قضية "نفسية"، هذا ما أثبته مونديال قطر.

قدَّم المنتخب السعودي أداءً رائعاً أمام المنتخب الأرجنتيني، وتغلّب عليه، وخرج الكثير من العرب يقولون: "هذه معجزة، كيف لفريق عربي أن يفوز على فريق عالمي"، مع أن الموضوع سهل جدا، لا معجزة ولا حاجة، نحن رجال وهم رجال، نحن نمتلك قدرات مثلهم، وربَّما أفضل.

الموضوع بكل بساطة "تجاوز عُقدة الخوف، مع قليل من الإرادة"، فلولا سُوء الحظ لكان المنتخب السعودي وصل إلى أدوار متقدّمة، كذلك فعل المنتخب التونسي، الذي فاز على بطل العالم (فرنسا).

كان الكثير -حينها- يعتقد أن الأمور ستتوقف هناك، وأن هذا أكثر شيء يمكن أن يقدّمه العرب، لكن المفاجأة الكبرى جاءت من المنتخب المغربي الذي فاز في البداية على المنتخب البلجيكي، الذى يعد من أقوى المنتخبات. كان الكثير يعتقد أنها طفرة، ستنتهى لان العرب -في نظر أنفسهم- غير قادرين، وحدودهم  المشاركة وتحقيق فوز أو فوزين في أحسن الأحول.

لكن، الأمور تطوّرت، وتأهل المنتخب العربي إلى الدور الثاني، وفاز فى دور ١٦ على أسبانيا، وتأهل إلى دور الثمانية، ثم فاز على البرتغال، ووصل إلى المربَّع الذهبى، فصار الآن ينافس على لقب البطولة.

الأمر طبيعي جدا، ليست معجزة، كما يروّج البعض، فالعرب لا ينقصهم شيء وقادرون على تحقيق انتصارات فى كل مجالات الحياة. 

ما ينقصهم -في نظري- هو الإرادة والعزيمة والتحرر من عُقد الخوف والشعور بالنّقص فقط لا غير.   

الحجر الصحفي في زمن الحوثي