عام هجري راحل وعام قادم وهجر القرآن وهلاك الأمة وتخلفها مستمر

د. عبده مغلس
الجمعة ، ٢٩ يوليو ٢٠٢٢ الساعة ٠٥:٠٠ مساءً

قوانين الله سارية نافذة في الوجود الكوني والإنساني، وفي فلاح الإنسان واستعماره للوجود باستخلافه، وتقوم على كيفية تعامله مع سنة الله في وجوده، بغض النظر عن إيمانه وكفره، فقوانينه وسننه الناظمة من عطاء الربوبية لكل خلقه مسلمهم ومجرمهم ، فأقوات الأرض وقوانينها مسخرة للسائلين الباحثين من خلقه وليست للمتخلفين المتخاذلين حتى لو كانوا مؤمنين يتبين ذلك في قوله سبحانه  {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير} البقرة 126.{وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين} فصلت 10.

الناظر لحال أمة القرآن في نهاية العام الهجري الراحل وبداية العام القادم، يجدها تعيش أسوأ مراحل الانحطاط والتخلف، بسبب هجرها القرآن الحاوي مفاتيح الاستخلاف والنهضة والعمران يقول سبحانه ﴿وَقَالَ ٱلرَّسُولُ یَـٰرَبِّ إِنَّ قَوۡمِی ٱتَّخَذُوا۟ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُورࣰا﴾ الفرقان ٣٠. وهذا الهجر جعلها تعيش خارج الحضارة مستهلكة لها لا منتجة، وتعيش مرحلة السقوط لمرتبة في الضلالة أدنى من الأنعام كما وصف الله، أمة أوقفت عقلها وحواسها وهجرت قرآنها بمعارفه وعلومه، فخرجت من دائرة التكريم بنفخة الروح والاستخلاف، وسقطت في هاوية الحيوانية البشرية تُفسد الحياة وتسفك الدماء، في حروبها وكراهيتها مع بعضها.

في يمننا حروب وكراهية ترفع اسم الله ورسوله، ودين الله وكتابه، ولا علاقة لها بمنهج الله ورسالته بوحي قرآنه، ولا بإبلاغ رسول الله لوحي الله، فهي عناوين دينية تُرفع ليمارس من خلالها الهيمنة والتسلط والفساد وسفك الدماء، ومرجعيتها فقه مغلوط شرعن لهذه الحروب والكراهية ولا علاقة له بالله ودينه ورسوله، هجرنا دين الله لدين المذهبية، هجرنا أخوة الإيمان لبغضاء الشيطان،  أعرضنا عن ذكر الله فعشنا ونعيش مرحلة الضنك، وعدم الفلاح.

فهل نعمل على الخروج من دائرة الموت والتخلف، ونبذ منهج الشيطان، والانتقال لرحابة الإيمان الحق، والقرآن الحق، ليكون نوراً وهدياً لطريق النهضة والرحمة، والأخوة الإيمانية والوطنية، ونعيش التعارف لا التقاتل.

عامكم وجمعتكم عودة للقرآن وكل عام وانتم بمحبة وأخوة ونهضة.

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي