في تعز حتى ننتصر بأقل الامكانيات يجب ان نعترف بأخطائنا ونقييم أدائنا بموضوعية في ادارة المعركةضد الحوثيين

مكرم العزب
الأحد ، ٢٧ فبراير ٢٠٢٢ الساعة ٠٩:١٩ مساءً

 

 

التحركات المؤقتة التي تشهدها جبهات تعز سنويا لاستكمال التحرير-خصوصا قبل شهر رمضان- فقدت مصداقيتها، عند الناس، نسمع ناطق محور تعز يقول ان هناك تقدمات في الجبهات المتاخمة لتعز هذه الايام كما سمعنا هذا الكلام في السنوات السابقة وأصبح الناس يتعاملون مع هذه التصريحات كطرف وحكايات للتندر والضحك. 

 المتابع اللبيب يدرك بأنه فعلا يحصل تقدم بعض الاحيان ويستشهد عشرات الشباب،وتجمع الاموال من هنا وهناك وكما حصل العام الماضي پالاموال التي جمعت بتعز  لدعم  الجهود العسكرية ،وما تلبث أن تتحول تلك الانتصارات إلى هزائم ولم تستطع القيادات العسكرية أن تستمر بالحفاظ على تلك التقدمات والانتصارات ، وهكذا بعودون ليذكرونا بموالات سبق أن سمعناها في السنوات السابقة  ومن تلك الموالات والأعذار :  انقطاع الرواتب،وعدم توفر الاسلحة والمؤن العسكرية والتمويلات وغيره.. نسال القيادات العسكرية:  اذا كنت لا تستطيع أن تحافظ على انتصاراتك وتقدمك في تلك الجبهات، لماذا تغامر بتقديم أرواح ودماء الشباب في تحرير مناطق لن تصمد في وجه المليشيات الانقلابية ؟! 

بعد أكثر من سيع أعوام من دوي صيحات " استكمال تحرير محافظة تعز " فقد فهم الكثيرون ما خلف تلك الدعوات الموسمية التي يطلقها القادة العسكريون  في تعز،وفقدت المكينة الاعلامية المساندة لتلك القيادات مصداقيتها،واصبح الصغير قبل الكبير في تعز وغيرها يدركون حقائق واسباب عدم استكمال التحرير، ولم تعد تنطلي على الناس ما يتم نشره في إعلام الجماعات التي تحكم تعز ووتتحكم بكل مواردها المادية والبشرية.  

تعز وابناؤها حملوا على مدى عقود المشروع الوطني الجامع لليمن كلها،وكانت سمعة تعز بأنها منارة للثقافة المدنية التي لا تؤمن بالولاءات للمشاريع الصغيرة، وستظل كذلك بإذن الله، وما يحصل في تعز  من تغيير وتزييف لحقيقة أبناء تعز يعد طفرة دخيلة خطط لها الدخلاء،ونفذها في تعز الضعفاء بقوة السلاح والمواقع القيادية التي تولوا عليها،ولذلك مازال البعض من مثقفي ومفكري تعز يدركون ما أصاب الحالمة من أمراض في زمن الحرب حتى قبح وجهها وشوهت سمعتها....وشعورا بالمسؤولية تجاه محافظتنا لا زالت الأصوات تنيعث من هنا وهناك لمراجعة وتقييم أداء القيادات العسكرية والمدنية خلال الاعوام الماضية،ليتسنى للمدينة المحاصرة من خارجها بالمليشيات الانقلابية ومن داخلها بالعبث الذي تمارسه العصابات والجماعات المسلحة بتغاظي وتماهي من سلطات الادارة المحلية في المحافظة ومكاتبها التنفيذية،مع ممارسة ممنهحة لتزييف وعي الناس من قبل العصابات الالكترونية في مواقع التواصل الاجتماعي وما يسمى ب "الذباب الالكتروني" وبعض القنوات الاعلامية التي تتبعها، مع عدم ادراك الناس بأن استكمال تحرير تعز ،يبدأ بتوفر الأرادة، وتظافر الجهود،وادارة المناطق المحررة باحلال الدولة والتظام والقانون واستتباب الأمن،وحماية حقوق وممتلكات الناس من العصابات،ليحس المواطن بوجود دولة بكل معنى كلمة" دولة " فكلما تأخر  استكمال التحرير للمحافظة، وجدت مشاكل وصعوبات تجعل التحرير مستحيلا، ولن يخدم المحافظة زيادة الاستغفال لعقول الناس بتكرار الجمل والعبارات التي نسمعها في الاعلام لانتصارات وهمية.

لكن؛ ما هي الحلول التي نراها لمعالجة مشكلة تعز؟!

ارى بأن الحلول لمشكلة تعز ولما وصلت إليه تبدا بالاعتراف بأن هناك مشكلة،ومن ثم نستمع لآراء بعضنا ،ونقيبم أداء القيادات العسكرية والمدنية في المحافظة  بصدق وموضوعية وتحمل مسؤولية،وان تصل تلك الاراء والمناقشات لصانع القرار ،فطالما تحدث الكثيرون عن الاخطاء التي تحصل منذ البداية  قبل أعوام، فكان رد المستفيدين من بقاء الوضع المزري في المحافظة بردود التخويين وباساليب  الاختطافات، والقتل الممنهج لأصحاب الرأي وارهابهم.

ما حصل في تعز منذ البدأ بتشكيل الوحدات العسكرية والحاق المقاومة الشعبية بالجيش الوطني،حسب توجيهات رئيس الجمهورية،كان بداية المسار لما وصلنا إليه ،فتم تشكيل وحدات الجيش وتولى القيادات العسكرية اشخاص بشكل غير مهني، وغلب عليه الطابع الحزبي لجماعة حزبية معينة، مع تهميش للكوادر المقاتلة في صفوف المقاومة،والاستئثار بفرص الالتحاق بالجيش لحزب معين، واملاء الكشوفات بالوهميبن،اضافة  الى حالات الازدواج في تولى المهام المدنية والعسكرية،و كمثال على ذلك  أن نرى احدهم  يعمل محاميا وضابطا بالجيش ومدرسا،وضابط بالأمن بنفس الوقت،واضافة إلى ذلك يعمل كمدير لعدد من الجمعيات والمؤسسات،وعاقل حارة ومسوؤل عن توزيع الاغاثة في المحافظة...  هذا الوضع تكرر لالاف المواطنين في تعز ومن لون حزبي واحد، والمحافظة  تعح بالخريجين والمؤهلين العاطلين عن العمل

أحد الاسباب المهمة في وصول تعز إلمحررة الى هذا الوضع المحاصصة الحزبية في تولى المواقع الادارية،واغفال اصحاب الخبرات في نفس المؤسسات التي سيطر عليها الحزبيون،بذريعة أن الكوادر السابقة في تلك المؤسسات ينتمون إلى النظام السابق.

 قامت القيادات العسكرية في تعز بشكل ممنهج على مدى سبع سنوات بتغيير العقيدة العسكرية للمنتسبين للجيش واستبدال الولاء الوطني وشعارات الجمهورية والثورة بعقيدة طائفية أوحزبية او مناطقية ،من خلال تولي مهام التوجيه المعنوي اشخاص لا يؤمنون بقيم  الثورة والجمهورية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان،وعلى مدى سبع سنوات خلقوا جيلا بوعي عقائدي مغايير للنظام الجمهوري،ومستعد ليقتلك بمجرد ان تختلف معه بالرأي ،وما يحصل في تعز يوميا من كوارث وقتل واختطافات ونهب وانتهاكات يقوم بها افراد محسوبون على ذلك الجيش دليل كافي

اخيرا في تعز ما احوجنا إلى الاعتراف أولا باخطائنا ومراجعة ومناقشة وتقييم وضعنا الحالي لنصل إلى تشخيص واقعنا أولا وبالتالي ننطلق نحو بناء الدولة واستكمال التحرير،وحينما يرانا الاخرون قد انجزنا وانتصرنا بالمعارك ضد الانقلابين، يمكننا أن نرفع أصواتنا مطالبين بالرواتب للجيش والدعم اللوجستي والتسليح ،بغير ذلك سنظل نكرر ما قلناه في كل عام ...  والدهر فقيه

الحجر الصحفي في زمن الحوثي