نستطيع أن نحصر جميع مشكلاتنا مع الحب، وفي الحب في ثلاثة أمور:
لم نعرف معنى الحب....
لا نعرف كيف نحب....
وأسأنا اختيار من نحب...
يقول الشيخ سلمان العودة : " الحب فطرة إنسانية ، ولدت معنا ، لا نحتاج لتعلمها ، وما نحتاجه هو
كيف نحب ، ومن نحب ، وكيف نسيطر على الحب"
وقد حجروا واسعاً عندما حصروا الحب بين الرجل والمرأة ، " خارج إطار الزواج " حتى قالوا : الحب مقبرة الزواج!
فهناك حب الله ، وحب الحياة والجمال ، وحب الوطن ، وحب الخير والأخلاق والقيم ، وحب كل من يستحق الحب من أقرباء وأصدقاء
ثم تمادوا في جهلهم واعتقدوا أن الحب غرام وهيام ، وشوق وحنين ، وسهر وأنين ، ورمانسية ورمسسة!
والحب أكبر من كده
الحب ليس كلاماً فارغاً ، ولا عواطف وأحساسيس نعبر عنها بالأغاني والأشعار، والبالونات الحمراء ، مش رسايل ومراسيل ، وخذ لي بدربك ها المنديل
الحب أكبر من كده
الحب مواقف ، الحب عطاء ، الحب بذل ، الحب إيثار ، الحب تضحية ،
الحب أن تقاسمني الحياة بحلوها ومرها
من يدعي محبتك ثم يخذلك ، يشبه ذلك القائل : " ابشرك ، الحمدلله ، العملية نجحت ، لكن مات المريض!"
ودعونا نأخذها قاعدة لجميع أنواع الحب :" العاطفة التي لا تصنعها المواقف الإيجابية ، ليست حبا"
قد تكون إعجابا ، قد تكون انجذابا غريزيا ، قد تكون تسلية ، قد تكون شفقة "
لكنها بالتأكيد ليست حبا
الحب أكبر من كده
وإذا عرفنا عكس الحب سنعرف المعنى الحقيقي للحب، وعكس الحب اللاحب ، اللامبالاة ،
أنك لا تعني لي شيئاً ، ولا يهمني أمرك ، ولا يعنيني شأنك
" وانا مالي إذا قالوا رفع رأسه ،،،، بكيفه يرفعه وإلا يوطيه"
وفي المقابل الحب أن يهمني أمرك ويعنيني شأنك ، حالي من حالك ، وفرحي من فرحك
وحزني من حزنك ،وأنت أهم مصادر سعادتي ، وأقوى أسباب نجاحي
الحب أن تصبر علي واصبر عليك
تسندني واسندك ، تفهمني وأفهمك ، تعرف عيوبي وتحبني كأمي
وتتحملني في أسوأ حالاتي
من هنا ينشأ الحب ومن هذه الأشياء يتكون وينمو ويستمر.
يقول الفيلسوف البريطاني بيرتراند راسل :
"ليس حبا ذلك الذي كل هدفه الإمتلاك ، ولكن الحب هو المشاركة
في الميول ، والرغبات ، والإحساس بإن ذات من تحبه لا تقل أهمية عن ذاتك"
وقد عرف الحب الشاعر العالمي سعدي الشيرازي في قوله:
قال لي المحبوب لما زرته
من ببابي؟ قلت: بالباب أنا
قال لي: أخطأت تعريف الهوى
حينما فرقت فيه بيننا
ومضى عامٌ فلما زرته
أطرق الباب عليه موهنا
قال لي: من انت؟ قلت: انظر
ثم إلا أنت بالباب هُنا
قال لي: أحسنت تعريف الهوى
وعرفت الحب فادخل يا أنا
-->