بعد أن تـَرَجـَّلَ فارس اليمن عن جواده ضاعت السيادة والكرامة

علي هيثم الميسري
الجمعة ، ٢٦ يوليو ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٥١ مساءً

تـَرَجـَّلَ فارس اليمن عن جواده ليرتاح قليلاً آملاً أن  يأتي فارساً مثله يمتطي الجواد ويمسك الخطام ويقود المعركة ، ولكنه للأسف تفاجأنا وعلى حين غفلة أن ثمة ثمانية أمتطوا جواد ذلك الفارس المرهق وأمسكوا خطامه فلم نرى إلا وقد إنقلبت موازين المعركة ومالت لصالح العدو ، فكيف لثمانية لم يسبق أن خاضوا معركة ولا يمتلكون معايير الفروسية وروح القيادة أن ينتصروا في معركة الوجود ؟ وكيف لثمانية أن يمتطوا جواداً واحداً وسرجه لا يتسع لهم جميعاً ولا يقوى على حملهم دفعةً واحدة ؟ ومن نافلة القول بأن المعركة لا يديرها إلا قائداً واحداً فقط .. وكما يقول المثل الشعبي (( إذا كثروا الطباخين فسد المرق )) .

 

 

     بالأمس القريب وكما توقعنا أن المعركة الإقتصادية التي أعلن عنها محافظ البنك المركزي أحمد المعبقي ستؤول نهايتها لصالح حكومة صنعاء بتدخلات خارجية ، وصدق حدسنا وتحققت توقعاتنا بتدخل وإملاءات قوى دولية وإقليمية بإبرام إتفاقية ظاهرها بين الشرعية اليمنية وحكومة صنعاء وباطنها بين حكومة صنعاء وتلك القوى الدولية والإقليمية ، وحتى تنال تلك الإتفاقية شرعيتها أطل علينا مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية متخفي من وراء حجاب لم يـُذكـَر إسمه ولا صفته الرسمية ليعلن عن تلك الإتفاقية وكأنه إنتصار عظيم للشرعية اليمنية ، وكما قال المثل إن لم تستحي فأصنع ما شئت ولا ندري أهو المجلس الرئاسي برئيسه وأعضاؤه السبعة الذي لم يستحي أم ذلك المصدر الرعديد الذي لم يفصح عن إسمه ، ويدرك العاقل اللبيب بأن الإتفاقية لو كانت إنتصاراً لتبجح الجميع وأعلنوها مدوية ولنشروها في كل القنوات الفضائية ، وبما أنها إتفاقية مخزية أعلنوها على إستحياء ومن وراء حجاب .. ألا تباً للرعددة والإنكسار .

 

 

     رحمة الله عليك حياً وأطال في عمرك يا فارس اليمن يا رمز السيادة والشموخ ونسأله تعالى أن يعيدك لخوض المعركة مجدداً ، ففي عهدك لم تـَمـُت السيادة والحد الأدنى من كرامة شعبك كانت محفوظة ، وها نحن نرى الآن كل شيء فـُقـِد إبتداءً من سيادة الشرعية مروراً من سلب القرار إنتهاءً من إنتزاع كرامة الشعب اليمني وتردي حالته المعيشية ، نعم هذا هو الواقع الذي نعيشه يا فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، وأظنك يا صاحب الفخامة ورمز الوطنية والشموخ تعلم بكل ذلك قبل علمنا ، وتعلم أيضاً كما نعلم نحن بأنه بعد ذلك الخضوع والخنوع والهزيمة النكراء في معركة محافظ البنك المركزي سيعود البنك المركزي إلى صنعاء بعد أن حولته فخامتك بقرار تاريخي في لحظة تحدٍ لكل القوى الدولية والإقليمية القابضة على الملف اليمني .

 

 

     وأخيراً يافخامة الرئيس الفارس هل لك عودة لتمتطي جوادك وتدير المعارك مجدداً ؟ .. معاركنا العسكرية والسياسية والإقتصادية اللاتي خسرها أولئك الثمانية جميعاً ودفعةً واحدة ، هل لك أن تعود برجالك العظماء الدكتور أحمد عبيد بن دغر والمهندس أحمد الميسري والآخرين ليكونوا عوناً لك في إستعادة السيادة لشرعيتك والكرامة لشعبك اللتان أضاعوهما من بعد رحيلك أولئك الثمانية ؟ قد يقول قائل أن عودتك تـُعـَد ضرباً من ضروب المستحيل مع أن شعبك يشتاق لعودتك بفارغ الصبر .. وأنت ماذا تقول عن عودتك ؟ ، أنا عن نفسي لست يائساً من عودتك لسبب واحد أن الله جـَلـَّت قدرته أمـْرَهُ وقضاؤه بين حـرفـَيِّ الكاف والنون فإذا أراد شَيئاً أن يقول له كـُن فيكون .

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي