اسئلة بلا نهاية

بشرى عبدالله الحميدي
الجمعة ، ١٩ يوليو ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢١ مساءً

اليك نعم اليك أنت، أعلم أن في حياتك تمر عليك أيام ثقال لا تستطيع حملها ، أيام تكون بمثابة حمل ثقيل جاثم على جسدك لا تستطيع التنصل منه ، تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تزيله من على عاتقك، لكنه يبقى متشبث بك كطفل في حضن أمه ، تحاول أن تنتزعه منك لكنه كخنجر غائر مغروس في كبدك ، كلما حاولت انتزاعه عظم جرحه وزاد نزيفه .

 

 تحاول مراراً أن تهرب منه لكنه يلاحقك كشبح في ليلة سوداء مظلمة ، عقلك لا يستجيب يبدو كمنزل مهجور تسكنه الأشباح وترتفع فيه الأصوات ويعلوه ضجيج لا تعرف مصدره ولا من المتسبب في حدوثه ، تحاول أن تقنع نفسك بأن كل ما يحدث مجرد هراء افتعلته هواجسك ، وأن ما يحدث مجرد أوهام سقطت عليك وبت تصدقها حتى سكنت روحك وأصبحت عدو مصاحب لك ،وكلما حاولت أن تقنع نفسك بذلك ازددت رعب وقلق وبات الخوف منك أقرب .

 

تحاول الهرب مما أنت فيه بالبحث عن إجابات لما أنت عليه ولكن دون جدوى ، فكل الأسباب التي تحاول إقناع نفسك بها هي مصدر تعثرك ،تسأل نفسك مرة تلو المرة ولا إجابات تنتشلك من واقعك ، تحاول الركض خلف سبب يكون مصدر في نجاتك ولكن خطواتك تعرقلك لتجد نفسك أمام اسئلة كثيرة لاإجابة مناسبة لها .

 

 فصعب أن تكون مثقل ولا تدرك سبب ثقلك ، أن تكون محمل بالهموم ولا هم لك ، أن يملؤك الوجع ولا جرح لك ، أن تكون غارق ولا منقذ لك ، أن تحاول الهرب مما أنت فيه ولا جدوى للهرب ، أن تصرخ ولا مجيب لك،أن يكون حولك آلاف من البشر ولا يلتفت منهم أحد .

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي