يقتلنا صمت الزعماء العرب ، يقتلنا أكثر بكثير من تلك الصواريخ التي تقع على رؤوس اخواننا في غzة، تلك التي تعج بالنساء والأطفال والشيوخ والشباب تباد على مرأى ومسمع من العالم ، في ظل صمت عربي متكرر على مدى الأعوام السابقة وحتى هذه اللحظة.. أسبوع وأكثر مر ونحن ننتظر أن ترق قلوبهم ولعل أحدهم يستجيب لأصوات الأطفال الذين يصرخون من تحت الأنقاض، ولكن لا حياة لمن تنادي .
مشاهد لايمكن للعين أن تتقبلها ،ولا للقلب أن يتحملها أو أن يصدقها العقل لكن لا حياة ،اتساءل أين النخوة العربية؟ أين هو حق الجوار ؟ أين هو أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ؟؟!.. أين أنتم من هذا الإجرام الذي يفوق الخيال .. أين مسامعكم من تلك الأصوات التي تعج بالألم أين أنتم من تلك الأجسام المتفحمة والأجساد المتناثرة قطعاً ؟؟
فقط في قلب غzزة لاشيء شامخاً هناك، كل المنازل قد هدمت حتى اختلطت ببعضها ، توشك أن تحدث نفسك بأن زلزالاً قد حدث وأن الأرض قد أوشكت على ابتلاع المنازل , مباني متناثرة تنبعث منها ألوان الدم ورائحة الموت ، يمتلئ الهواء برائحة البارود الذي يغطي السماء ، جثث تملأ المكان وأصوات المنقذين تلك التي تتداخل مع بعضها تشعرك بحجم وهول الفاجعة .
نرى تلك الأخبار العاجلة عن الحجم الهائل لعدد الشهداء والجرحى ناهيك عن حجم الدمار ونفاذ الدواء والماء والوقود ننتظر بألم وحسرة ونحن نأمل أن تتبدل المواقف لنرى خبراً عاجلاً على شاشات التلفاز تعلن فيه عن دخول دول عربية ساحات الحرب ضد إسرائيل التي تجاوزت كل القوانين الدولية والإنسانية بمباركة غربية على مرأى ومسمع المجتمع الدولي عديم المصداقية ، لكن لا أمل فيهم إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل ، كارثة ومأساة تجعل الصخرة تستفيق إلا قلب ذلك الحاكم العربي الذي أبى إلا أن يموت ولا حياة لمن تنادي ، ولكن والله إن الظُلم شؤم ولا زال المسيء هو الظلوم إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم .
-->