على هذه الجماعة وهذا الحزب الاعتذار للآخر

محمد مقبل الحميري
الجمعة ، ٠٣ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٦ صباحاً

 

هناك تخندق عجيب مع سبق اصرار وترصد من قبل كل القوى التي تدعي مناهضتها للحركة الحوثية السلالية وانقلابها الذي دمر الوطن،

هذه القوى متخندقة ضد بعضها وكل طرف يدعي الوطنية وصحة موقفه وان الطرف الاخر هو المخطيء في حقه وفي حق الوطن ويجب عليه الاعتذار له ، وفي واقع الحال كل طرف يريد الاخرين يكونوا تابعين لا شركاء معه في القرار والمصير رغم انهم جميعا في الهامش وأغلبهم خارج الوطن.

ولو نظرنا نظرة فاحصة لوجدنا ان الجميع اخطأ والجميع ساهم في الكارثة التي وصل اليها حال الوطن والمواطن وقد تتفاوت نسب الخطأ ولكن لا احد بريء من ذلك ، ومن لم يرتكب خطيئة فليرمها بحجر.

إذا بقى الجميع بهذه العقلية وبهذا التفكير العدمي فإن المراحل طوال ، بل انهم بذلك يخدمون المشروع الذي يعمل على تحويلهم إلى خدم ناقصي المواطنة ، مسلوبي الارادة .

ياهؤلاء لن تفلحوا ولن تنتصروا إذا بقيتم تفكروا بأدواتكم القديمة وأساليبكم الاحادية التي لا تقبل القسمة على اثنين ، فالواقع الجديد الذي فرضته المليشيات الحوثية ومن ورائها المشروع الفارسي الذي يستهدف الهوية اليمنية ويهدف لأبعد من ذلك ، هذا المشروع لن يتغلب عليه طرف بمفرده ولكن يتطلب تغيير في الفكر والرؤية من قبل الجميع ويتطلب تنازلات كبيرة وهي في الحقيقة ليست تنازلات خاسرة ولكنها فيها الفائدة والربح لمن يقدم عليها ظاهرها التنازل وفي جوهرها يكمن التمام والصالح العام. يجب ان ندرك جميعا ان عدو الأمس يجب أن يكون صديق اليوم لأن المصير المشترك وحدنا والعدو المشترك يجب ان يوحد صفنا ويلملم شتات افكارنا.

خلافنا بالأمس كان سياسياً بحتا ولا أحد منا كان ينكر على الاخر وطنيته وهويته او ينتقص من عقيدته وآدميته ، أما عدو اليوم فصراعنا معه صراعاً وجودياً لأنه استهدف فينا كل شيء مقدس ،  فانتفص مواطنتنا وآدميتنا وادعى بأنه يحكمنا بأمر السماء ، وانتقص عقيدتنا وهويتنا واراد أن يجعل منا اتباعاً لا رأي لنا ولا معتقد يملكنا كما يملك المتاع.

ان لم يُصحِ عقولنا بطش الحوثي وقبح مشروعه وحقد معتقده لنتوحد ونتنازل لبعضنا فلا خير فينا ولا نستحق إلا ان نكون عبيدا لهذه الشرذمة المتخلفة القادمة من وخلف التاريخ.

فمن يعتذر لمن ايها السادة؟ ليعتذر الجميع للوطن الذي نُكِب برعونة الجميع واصبح الجميع يبكون على وطن لم يحافظوا عليه محافظة الرجال ، وكل طرف ينشغل بعيوبه واخطائه ليقومها ويصلح ما فسد منا بدلا من الانشغال بالمكايدات التي ستدمر الجميع ، ولا زال في الوقت متسع لتصحيح المسار وانقاذ الوطن واستعادة الكرامة المهدورة!

اللهم الهمنا رشدنا

الحجر الصحفي في زمن الحوثي