مناقشة مقابلات الأخ الرئيس!( 1)

د. علي العسلي
الاربعاء ، ١٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠٨ مساءً

يعتقد الكثيرون بأن الأخ الرئيس، رشاد محمد العليمي، حريص كل الحرص على أن يعبر باليمن إلى شاطئ الآمان، بأقل كلفة ممكنة.. فمن أطروحاته وأحاديثه ومحاججته يتوسم اليمنيون به خيراً، ومن انه قادر، على العمل الجاد والمثمر في سبيل انهاء الانقلاب الحوثي، وانهاء تواجد الاثناعشرية الوافدة إلى بلادنا..خصوصاً وقد ثبت ما كان يُحذّر منه من أن إيران خطر على اليمن والمنطقة، ومن أن الحوثة أدوات وراس حربة لها؛

وهم اثبتوا أنهم وبال على منطقتنا، ودمار لمشاريع أمتنا القومية، يركزون على استنزاف ذخيرة الأمة وقيادتها في المستقبل، عند تجنيذهم لأطفالنا والزج بهم للموت في جبهات القتال؛

والحوثة هم أداة تجهيل لعقول أبنائنا، وكل حياتهم كذب وتضليل واستغلال مخز لقضايا أمتنا ومقدساتنا!؛

 

فهم مهدد حقيقي للأمة، فقد جلبوا الدول العظمى لبحارنا، وعسكروا موانئنا ومياهنا الإقليمية الخالصة..

 

 فكن يا فخامة الرئيس القبطان الذي يتصرف بحكمة عند تلاطم الأمواج، والنجاة بسفينة اليمن من الغرق، وكن مسلحاً بالدستور والقوانين لحماية السفن التجارية المارّة في مضايقنا وبحارنا، واستعن بالعالم لتنظيف التلوث حتى لا يتضرر ناتجنا القومي من ثرواتنا المتجددة، ويتأثر صيادوا بلادنا من ذلك التلوث وعسكرية البحر!

وبعد هذه التوطئة، اسمحوا لي هنا أن أدلي ببعض التحليلات والشروحات والمناقشات لبعض المفردات من مقابلات الأخ رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وعلى النحو الآتي:-

أخي الرئيس إن من يضعف الشرعية ويؤثر على هيبتها واحترامها عند الشعب اليمني وعند الأخرين من قبل ومن بعد إنشاء مجلس القيادة الرئاسي، هم أولئك الراكبون على سفينة الشرعية، والمتعمّدون إضعافها، المغلّبون لمشاريعهم على حسابها.. أولئك هم الذين لا يحترمون دستور ورمزية الجمهورية اليمنية، فبعد انضمامهم إلى الشرعية، يستمرون في العمل بدكاكين صغيرة للبيع بالمفرق(أي بالتجزئة)؛ وهذه التصرفات لا شك تخدم تاجر بيع اليمن بالجملة، الحوثي!

وصحيح كما قلت أخي الرئيس، أنه قد تم تجاوز الصراعات والتوترات والاقتتال داخل مناطق الشرعية، لكن ألا يزالون محتفظين بتشكيلاتهم؟!؛ فالاحتفاظ هذا يجعلهم يعيفون أي توجه للنجاح، أو خلق نموذج يحتذى به، إن لم يُسمح لهم بتمرير ما يرغبون!؛

ومن يتابع تغريدات الخصوم، يراهم ينكتون ويتمسخرون ويحاولون بكل جهدهم أن يفتنون..

اخي الرئيس لا زال كل تشكيل كأنه دويلة داخل دولة الشرعية، وهذا يؤذي الدولة ودستورها وينتقص من هيبتها، خصوصاً عندما نراهم يتلذذون في ممارسة الانتهاك للدستور والقوانين النافذة، وللتفاهمات والاتفاقات المبرمة، ويتعمّدون الإساءة للرموز السيادية للجمهورية اليمنية، ويحاولون إفراغ المناطق المسيطر عليها من قبلهم من تطبيق الدستور والقوانين النافذة!؛

 إن الاعتراف بالمشكلة هو نصف الحلّ.. فالتباين موجود وهو ليس بتباين في وجهة النظر، وإنما يجب الإعتراف بأن الخلاف عميق، وينبغي فكفكته وتقليصه، والمطلوب حالياً أن يترفع الجميع عن التفكير الضيق، والارتقاء إلى تعظيم والدفاع عن ثوابت الجمهورية وتدنئة المشاريع الصغيرة، وينبغي ازالة التعارض الذي يُسهم في إعاقة تحقيق طموح الشعب اليمني فيما توصّل إليه في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والمتمثل ببناء دولة يمنية حديثة ديمقراطية إتحادية بأقاليم؛

وينبغي كذلك حسم الخلاف والاتفاق على ثوابت الجمهورية واستعادة مكانتها وحضورها، قبل تبني فكرة فك الارتباط، وتقرير المصير،الذي وإن كان ولا بد منه، فيتم مناقشته والاستفتاء عليه شعبياً، في أوقات السلم والاستقرار السياسي وفي ظروف اقتصادية ومعيشية طبيعية، وبعد انتهاء الحروب والاحتراب..

 وينبغي الاتفاق على مرجعية لتفسير ما وقع واتفق عليه!؛ نتمنى فعلاً ان تصل يا فخامة الرئيس بهذا المجلس إلى التوافق والانسجام والتجانس، وأن تديره بالمنطق والحوار والتفاهم والتوافق.. ونتمنى ألا نرى البعض يحاول فرض إملاءاته وتمرير أجندته على المجلس، فإن لم، فيلجأ للإعاقات والعرقلات!؛

أن ترحيل أهم قضية وهي هيكلة الجيش والأمن، ليحلب الشعور بالإحباط بعدم الأمن وعدم الإطمئنان على المستقبل، وبالتالي تأكل الشرعية وتناقص التأييد!؛ فالترحيل حتى الإنضاج مضيعة للوقت والجهد والاصطفاف، وإضعاف لقدرة مجلس القيادة الرئاسي على القيام بمهامه ودوره، وبالتالي تقليل الثقة بالسلطة الشرعية في تحقيق سيطرتها على الأرض والمحافظة على هيبتها!

وإذا كان مجلس القيادة الرئاسي هو مجلس سلام منذ النشأة، فمع من سيعقد السلام، إذا كان كل المشتركين في مجلس القيادة هدفهم واحد هو مواجهة الميليشيات الحوثية الإرهابية، واستعادة الدولة.. فلماذا لا ينفذ هذا الطرح الصحيح والراقي على الواقع حتى الآن؟!؛ فما نراه واقعاً منذ تشكيل المجلس، هو أنه منذ تشكيله دخل مع الحوثي في تنفيذ ((هُدن)) ، ولم يختبر هذا الهدف الجوهري والرئيسي لحد اللحظة، وما رأيناه كذلك مع كل آسف هو إعادة انتشار لقوات الشرعية بعشرات الكيلومترات في الحديدة!؛ وما نراه كل يوم هو أن الجبهات ساكنة ولا تحريك لها.. ونتمنى أن تُدار من غرفة عمليات مشتركة كما عرضت اخي الرئيس!؛

ولتتحول تشكيلات الشرعية من الدفاع والصد إلى الهجوم بكل ساحاتها، لا الاكتفاء بالعمل كل منها بمعزل عن الأخرى، ولا تتركوا الحوثي هو، من يحدد اختيار اماكن فتح الجبهات وهو من يغلقها، فيختار ما يشاء من جبهة ويستفرد بهن وحدة تلو الأخرى وأنتم تتفرجون!؛

 .. حقاً نأمل فعلا أن يُتفق على توحيد العمليات المشتركة ومسرح العمليات والتوحد في مواجهة الحوثي من حيث تشغيل الجبهات دفعة واحدة، ومن حيث التسليح، واعادة بناء القدرات.. يتبع..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي