نحن لا نجيد المتاجرة بالشعارات

همدان العليي
الجمعة ، ١٢ يناير ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٩ مساءً

لا تتركوا المجال للحوثيين ورفاقهم أتباع المشروع الخميني في المنطقة والذين يعملون على "تصفية القضية اليمنية".

أنتم لا تسيئون إلى عدالة قضية فلسطين عندما تتمسكون بقضيتكم العادلة.

من حقنا إدانة الهمجية الإسرائيلية في فلسطين الغالية، وفي ذات الوقت وفي نفس السطر والخطاب إدانة ورفض ومواجهة همجية وعبث أذيال ومرتزقة الخميني في بلادنا.

إدانة همجية وعدوان الاحتلال الإسرائيلي لا يعني أن تسلم رقبتك للحوثي أو الصمت وعدم الدفاع عن قضيتك وكرامتك وعقيدتك.

عندما يسألونك ماذا عملت لفسلطين؟ قل لهم: نحن نعشق فلسطين ونحب أهلها ونعتبر قضية هذا البلد العظيم قضيتنا ونرفض الظلم القائم عليه، لكننا شعب لا حول لنا ولا قوة، شعب يعاني من حرب منذ فترة طويلة ولا نستطيع أن نقدم لفلسطين غير الدعاء والشجب والاستنكار والرفض العلني "وهذا أضعف الإيمان" ولا يعني الكفر إطلاقا.

أكثر من مليار ونصف المليار مسلم صامتون ويكتفون بالدعاء والصراخ، فلماذا توجهون لنا هذا السؤال واللوم وكأننا خذلناكم لمجرد أننا متمسكون بقضيتنا وحقوقنا وعقيدتنا ونرفض قتل وتهجير ونهب وتشييع شعبنا اليمني على يد الحوثي والمشروع الخميني؟! 

نريد من الجميع فقط احترام قضيتنا وعدم امتداح من قتلوا الشعب اليمني وهجروه ومزقوا اليمن.. نحتاج منكم احترام مشاعرنا فقط. وعندما نطالب بهذا الأمر فنحن لا نجرم في حق أحد.. ولكم الحق في فعل ذلك أو لا. امدحوا الحوثي كما تشاؤون وارقصوا على جراحنا كما تريدون، وسنكون أفضل منكم.. سنستمر في الدفاع عن فلسطين وأهلها ونقف ضد الاحتلال الإسرائيلي بحسب إمكانياتنا، وفي نفس الوقت نتمسك بقضيتنا الوجودية ونلعن الحوثي آناء الليل والنهار. لكن لا تطلبوا منا التطبيل للحوثي والرقص على جراح اليمنيين معكم. سنبصق على وجوه كل من يقف إلى جانب الحوثي والمشروع الإيراني ضد بلادنا.. لأن دماء اليمنيين وأرضهم مقدسة مثلها مثل دماء شعب فلسطين وأرضهم الغالية على قلوبنا.

وإن كنت فلسطينيا، فعليك أنت تحترم قضيتي لأنها من المفترض قضيتك أيضا. وإن كنت عربيا، فعليك أن تلوم نظام بلدك الذي يملك الجيوش والترسانات العسكرية والأموال الطائلة بدلا من التطبيل لمن جعل اليمن الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم.. لا تعاتبني لأني أرفض التطبيل للقتلة واللصوص، عليك أنت مخاطبة قادة بلدك لماذا لا يواجهون إسرائيل ويساعدون غزة؟

 

وإن قال لك أحد: الحوثي أطلق صواريخ في الجو واعترض سفنا في البحر. قل له: أنت لا تعرف عن الحوثي إلا ما قدمته وسائل الإعلام لك. أعطني فائدة واحدة حصل عليها أبناء غزة من صواريخ ومسيرات وزوارق الحوثي المفخخة أو قل مفرقعاته الابتزازية.. حتى وإن افترضنا أن الحوثي تسبب في منع وصول بعض السفن إلى أحد موانئ الاحتلال، لكن هذه الفائدة لا تذكر مقابل الأضرار التي يتعرض لها الشعب اليمني بشكل خاص وبقية الدول العربية المشاطئة للبحر الأحمر بشكل عام بسبب ممارسات الحوثي التي يهدف من خلالها إلى إحكام سيطرته على اليمن وامتلاك رقاب اليمنيين وفرض نفسه كقوة إقليمية وتمكين إيران من البحر الأحمر والبحر العربي بشهادة القاصي والداني. بيننا وبينكم أهل غزة.. هل استفادوا من هذه العمليات ولو بنسبة 1 بالمائة؟ قطعا لا. 

إذن.. الأضرار المرحلية ومتوسطة وبعيدة المدى التي نعاني وسنعاني منها كيمنيين بسبب العمليات الحوثية واضحة وضوح الشمس في رائعة النهار، بينما لا توجد أي انعكاسات إيجابية لصالح أهلنا في غزة.. هل هذا يرضيكم؟ هل يسعدكم ذلك؟ هل تسليم اليمن لإيران وتشييع اليمنيين أمر يبهجكم؟ 

خبرونا بالله عليكم؟

نحن لا نستطيع أن نكذب عليكم ونخدعكم ونلعب بعواطفكم كما يفعل الحوثي عندما يطلق صواريخ أو مسيرات وهو يعرف أنها لن تصل إليكم، ولن تخدمكم، وإنما يطلقها ليهرب من الالتزامات التي عليه؛ كونه يعاني من رفض مجتمعي وإقليمي.

نحن لا نجيد التمثيل والتقية والكذب والخداع لتحقيق أهدافنا السياسية الخاصة من خلال استغلال دماء أهلنا في غزة كما يفعل الحوثي. فهذه العصابة حرفيا تستغل دماء أطفال غزة كما استغلت دماء اليمنيين بعدما قامت بقنصهم وقصفهم..

اليمن لم يستطع فعل شيء لنفسه منذ حوالي عشر سنوات. وبالتالي، ليس من الإنصاف وضع مثل هذا السؤال: لماذا لا تفعلون مثل الحوثي؟! 

الجواب ببساطة:

نحن لا نجيد استغلال دماء ومعاناة الضحايا، ولا المتاجرة بالشعارات كما يفعل الحوثي.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي