سنة تتسرب.. انتكاسات تتوالى

سميه الفقيه
الخميس ، ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٧:٣٥ مساءً

 

ﺗﻨﺴﺎﺏ من بين أصابعنا السنوات، تمامًا ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺴﻞ ﺍﻟﻨﺪﻯ ﻣﻦ ﻭﺟﻨﺎﺕ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ .. ﺗﺠﻠﺪﻧﺎ ﺑﺴﻴﺎﻁها، تسألنا ﻓﻲ نهاية ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ، هل أورقت أحلامنا والأمنيات، أم مكثنا كجذع يابس يراوح في مكانه كالمسمار  نفتح كفوفنا ولا نجد سوى نثر ريح ؟ 

ﺗﻤﺮ ﺍلأﻋﻮﺍﻡ ﺳﺮﺍﻋﺎ ﻭﺑﺘﻤﻠﺼﻬﺎ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺤﻨﺎ ﺳﺆﺍﻝ ﻳتسع مداه : ﻳﺎ ﺗُﺮﻯ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻭﺟﻮﻫﻨﺎ ﺷﺎﺣﺒﺔ ﻭﻛﺄﻧﻨﺎ ﻧﺠﻬﺰ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﻴﺎﻥ ﻧﻌﻲ ﻋﺮﻳﺾ؟ 

ﻫﻲ ﺍلحياة، ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﺗﻌﻴﺸﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﻓﻲ ﻗﺎﻣﻮﺱ نبضنا لذﻛﺮﻳﺎﺕ مهشمة ..  ﻫﻮ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﺟﺒﺎﺭ ﺑﻄﺒﻌﻪ ﻻ ﻳقبل القسمة إلا على نفسه، وجميعنا ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺎﺗﻪ ﺳﻮﺍﺳﻴﺔ ﻛﺄﺳﻨﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﻂ..

ﺑﺮﺣﻴﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﻗﺪﻭﻡ ﻏﻴﺮﻩ، ﻳﺄﺗﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ الغربي ﺻﻮﺕ ﻓﺮﺍﺋﺤﻲ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻧﺤﻦ ، ﺑﻞ ﺗﺴﻜننا ﻏﺼص ﺗﺘﺴﻊ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻭﺻﻠﺔ إيقاع. ﻭﺭﻏﻢ ﻫﺘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ، إﻻ أﻥ ﻓينا ﺷﺊ ﻣﻨﻘﻮﺹ ، ﻟﻌﻠﻪ ﺍﻟﺘﻴﻪ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺮ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺩﻟﻴﻞ. 

مع انتكاساتنا المتوالية في وطن داس على أمانيه اللصوص والقتله ، ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻼﺑﺘﻬﺎﺝ ﻣﺬﺍﻕ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ . ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻠﺤﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻄﻮﺓ ﺍﻵﺳﺮﺓ .

ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻛﻠﻤﺎ ﻣﺮ ﻋﺎﻡ أﺣﺴﺴﻨﺎ ﺑﺨﻄﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﺘﺄﺑﻂ أنفاﺳﻨﺎ ، ﺗﻨﺪﺱ ﺑﻴﻦ ﺗﻌﺎﺭﻳﺞ ﻣﺴﺎﻣﺎﺗﻨﺎ؟ وﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧفتح ستار عام آت ﺑﺎﻳﺪٍ ﻣﻐﻠﻮﻟﺔ ﻭﺻﺪﺭ ﻣﻨﻘﺒﺾ خشية أن يكون ﺍﻵﺗﻲ كالذي انقضى ؟

 يبدو أننا الوحيدون مَن نخشى الفرح دونًا عن سائر شعوب الأرض، هذا لأننا لم نعرف قط الحياة في وطن مأسور وشعب مقهور و حاضر مبتور لا يبشر إلا بقادم يكسوه الغبار.

إنما ﻭﺭﻏﻢ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ، ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺘﻮﺧﻰ أﻥ ﻳﻮﺭﻕ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻓﺠﺮ ﻧﺪﻱ الأﻣﻨﻴﺎﺕ ﻟﺮﺑﻤﺎ ﺳﺘﺰﻫﺮ ﻓﻴﻪ مآقينا بوطن يلملم شتات جميع أبناءه ، ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﻧﻨﺴﻰ ﻗﻠﻴلًا ﻗﺎﻣﻮﺱ ﺧﻴﺒﺎﺗﻨﺎ ﻭﺍﻻﻧﺘﻜﺎﺳﺎﺕ.

غامض ﺍﻧﺖ أﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ الآتي  ، ﺍﻧﻤﺎ ﻻﺑﺪ أﻥ ﻧﻨﺠﻮ.. ﻭﺳﻨﻨﺠﻮ ﺣﺘﻤًا بإذن الله.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي