الكرة تتكلم يمني

سميه الفقيه
الجمعة ، ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٨:٤٨ مساءً

 

بعد فوز منتخبنا للناشئين على العراق ، ثم على السعودية ، ظهرت بعض فيديوهات ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي ، تستكثر هذا الفوز بطريقة "مقززة"، توحي بأن منتخبنا لا يستحق الفوز ، بذرائع كثيرة فيها من الانتقادات الكثير والتشكيك الأكثر ، منها   التزوير بالأعمار والتشكيك بالاعبين.

 وظهرت أيضًا تساؤلات منها ( كيف لمنتخب أن يفوز مباراة تلو أخرى وهذا لم يحدث في أي بطولة من قبل؟ ، وأيضًا، كيف لمنتخب يعيش بلده الحروب والصراعات و أسوأ الظروف ويفتقر للإمكانيات في شتى الجوانب أن ينتصر على منتخبات تعيش الرفاهية وتتوفر لديها كل الإمكانيات الكروية والمادية والاجتماعية؟ .

حقيقة ، لم تُشكِّل هذه الانتقادات والتشكيك أي عائق بالنسبة للاعبين ، بل على العكس تمامًا زادتنا وزادتهم إصرارًا على التميز، وربما كانت دافعًا لهم على المثابرة للوصول إلى الكأس ، وزادتنا بهم فخرًا و بمنتخب استطاع أن يكسر طوق الحرب ومآسيه واحباطاته ويظهر أكثر إصرارًا على إثبات نفسه وإبداعه بأداء ولا أروع ، أداء مشرف ومهارات كروية أذهلت العالم ، وشدت إليه الانتباه ونال تقدير الجميع لعباقرة يستحقون النجومية ، وتُرفع لهم القبعات وتنحني لهم الهامات زهوًا وسموًا.

يُقال أن "السُلَّم المكسور يجعلك تخطو خطوات للأمام لا أن تعود للوراء" ، و هذا ما أثبته لاعبونا ، وتلك الانتقادات لم تجعلهم فقط يخطون خطوات ، بل قفزوا قفزًا ليحملوا كأس الانتصار وأثبتوا أن "الكرة تتكلم يمني"رغمًا عن كل المشككين ، و الحاسدين لنجاحه ونجوميته.

فهنيئًا لنا ولكم الفوز ، وهنيئا لوطننا بكم نجومًا تتلألأ في عتمة نفق أضاء بكم ، وحققت أقدامكم ما لم تحققه عقليات السياسيين الذين لم يزيدونا إلا بوسًا وشقاء.

استمروا هكذا نجومًا حتى تصلوا للعالمية بإذن الله.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي