كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك الذي أرى فيه مناسبة للتأمل في مأساة الحرب والظروف الصعبة التي نمر بها في اليمن، لنذكر أطراف الصراع بقيم التراحم والتضامن والتسامح التي ينادون بها، والتوجه في هذا الشهر الفضيل بنوايا صادقة لإنهاء الحرب في اليمن ووقف نزيف الدم والإفراج عن الأسرى والمعتقلين وإعادة النازحين والمشردين إلى قراهم ومنازلهم.
فإلى متى سيظل شبح الموت والفقر والمرض يخيم علينا، وكل يوم نفقد عزيز وغالي، أليس من حقنا العيش بسلام كباقي البشر الذين تحكمهم الاخلاق والقوانين بدلاً من الاحتكام للقوة والسلاح؟
إن الوصول إلى اتفاق بالإفراج عن مئات المحتجزين في المفاوضات الأخيرة التي انعقدت في سويسرا يمثل تطور إيجابي وأتمنى وكل الشعب اليمني أن تكون مدخلاً لمفاوضات سلام حقيقية تكفل إنهاء الحرب وتحقق العدالة الانتقالية وتجبر الأضرار وتضمد الجروح. فالشعب والأجيال القادمة ستحترم أو تمحو ذكر أسمائكم وتمقت سيرتكم اعتماداً على ما تفعلونه الآن.
يكفي حرب ... يكفي اراقة للدماء، يكفي دماراً لليمن أرضاً وانساناً، أحلامنا ممزقة، وقلوبنا مكلومة، وارواحنا متعبة.
العالم منشغل بأزمات وكوارث جديدة، وما يقدم لليمن من مساعدات تظل مسكنات وليست علاج، والحل بالسلام الشامل والتوجه نحو البناء وإعادة الأعمار.
اللهم بحق هذا الشهر الكريم نسألك ان ترفع عنا ما نحن فيه من بلاء وان تحل علينا السلام والأمان والرحمة. كل عام وأنتم وأحبائكم بألف بخير.
-->