عشرة أسباب وراء استسلام صالح

محمد القادري
الخميس ، ٠٢ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٠٥ مساءً

 

الخطاب الاخير للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي بثته قناة اليمن اليوم ، والذي تضمن تودد صالح لدول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية لايقاف الحرب وحل الازمة وعودة السلام لليمن مستشهداً بالمبادرة الخليجية التي تم الاتفاق عليها في عام 2011 ، وهذا الخطاب يعتبر خطاب استسلامي تقف وراءه  اسباب كثيرة  دفعت صالح لاتخاذ هذا الموقف ، وسأذكر هنا عشرة اسباب وراء الخطاب الاستسلامي لصالح ، خمسة منها على مستوى الصعيد الخارجي ، والخمسة الاخرى على مستوى الشأن الداخلي .

 

 أولاً : على المستوى الخارجي

 

1- فشل كل محاولات صالح العديدة والكثيرة  في كسب روسيا ليكون دورها في اليمن شبيه بدورها في سوريا ،  ولعل الموقف الروسي الاخير الذي صرح بتأييد روسيا للشرعية في اليمن اوصل صالح إلى مرحلة يأس .

 

2- تنصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة الامريكية ، والذي بدأ بسياسته التعسفيه ضد المغتربين اليمنيين ، وكما هو معلوم ان هذه السياسة التي اتخذتها امريكا لاول مرة في تأريخها ضد اليمنيين ناتجة من الوضع الذي يعيشه اليمن حالياً بسبب الانقلاب ، فالانقلاب الذي يعتبر صالح طرفاً فيه  هو سبب مايحدث لليمنيين في امريكا من معاملات تعسفيه .

 

3- استشعار صالح بتغير سياسة المجتمع الدولي ضده ، وعدم الوفاء والوقوف إلى جانبه ، فسياسة صالح ومواقفه من الحرب والسلام يبنيها دوماً حسب مواقف المجتمع الدولي ، ولعلي اتذكر خطاب صالح قبل فترة بسيطة عندما التقى وجهاء ومشايخ بني حشيش وقال لهم "نتمنى ان يصدق المجتمع الدولي معنا" ، وهذا يدل ان المجتمع الدولي هو من يصنع سياسات صالح ويجعله مذعن للسلام او مستمر في الحرب .

 

4- سياسة الرئيس الامريكي الجديد التي اظهرت موقفها تجاه المملكة السعودية من خلال تواصل ترامب مع الملك سلمان لبحث ومناقشة ملف سوريا واليمن على ان تكون هاتين الدولتين مناطق آمنة ، وكما هو معلوم ان اليمن لن تكون منطقة آمنة إلا اذا تم القضاء فيها على الارهاب  والانقلاب ، ومعنى ذلك ان القضاء على الارهاب المتمثل بداعش وتنظيم القاعدة والانقلاب المتمثل بجماعة الحوثي معناه القضاء على الورقتين التي يستخدمها صالح في اليمن .

 

5- محاولة صالح لاظهار موقف جديد له تجاه المجتمع الدولي في ظل تنصيب الرئيس الامريكي الجديد  ، من خلال اظهار صالح بأنه رجل سلم وداعية للصلح ، ولعل خطابه هذا شبيه بأول خطاب له عند بداية انطلاق عاصفة الحزم ، والذي قدم فيه مبادرة تتضمن ايقاف الحرب وانسحاب جماعة الحوثي وتسليم السلاح واجراء انتخابات وتشكيل حكومة .

 

ثانياً : على مستوى الشأن الداخلي

 

1- تحرير المخا وباب المندب الذي يعتبر اغلاق اهم منافذ التهريب للانقلاب وسيطرة الشرعية على اهم المواقع الاستراتيجية التي كسبت بتحريرها ورقة مهمة اثبتت قوتها على الأرض .

 

2- التوجه الحقيقي لدول التحالف وقيادة الدولة الشرعية نحو تحرير محافظة الحديدة وشريطها الساحلي ، والذي سيفقد صالح وانقلابه اهم محافظة يسيطر عليها تعتبر اهم من مدينة صنعاء نظراً لموقعها الجغرافي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري .

 

3- تقدم جبهات الشرعية في محافظة صنعاءوصعدة وشبوة والجوف وغيرها ، والتوجه الجديد للشرعية الذي يقتضي فتح عدة جبهات جديدة ، وهو ما يستنزف صالح وقوته بشكل سريع بالاضافة إلى الخسارة الكبيرة من العتاد والبشر  التي تلقاها في كل جبهات الشرعية والتي اضعفته بشكل كبير .

 

4- صرف الحكومة الشرعية لمرتبات الموظفين واعلانها للاستعداد الكامل لصرف تلك المرتبات بشكل مستمر في كل المحافظات ، وهذا ما يعني نجاح الدولة الشرعية في الجانب الاقتصادي وفشل صالح وحليفه الحوثي ، بل ان هذا الامر يمهد لقيام ثورة شعبية  داخلية في المحافظات التي لم تتحرر ، او ينتج عنه النظرة السيئة لدى الرأي العام ضد صالح وانقلابه وتذمر الجميع من الفشل الاقتصادي وتحقيق الوضع المأساوي الذي انتجه الانقلاب المتمثل بصالح والحوثي .

 

5- الخلافات الداخلية بين صالح وحليفه الحوثي ، والتي توترت مؤخراً ، ونتج عنها قيام جماعة الحوثي بمحاولة اغتيال نجله "خالد" .

 

هذه اهم الاسباب التي جعلت صالح يلقي خطابه الاستسلامي ، والاحرى من دول التحالف وقيادة الدولة الشرعية ان لا تلتفت لاي من خطابات صالح ، وعليها ان تتجه نحو الحسم والتحرير ، فهو الحل الوحيد لعودة السلام لليمن والقضاء الجذري على كل المشاكل التي تؤثر عليه حاضراً ومستقبلاً .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي