الوحدة والقضية الجنوبية وجهان لليمن الجمهوري التعددي!

د. علي العسلي
الخميس ، ٢٣ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٢ مساءً

 

في العيد الرابع والثلاثين لوحدتنا المباركة، يطيب لي أن ازف أرق وازكي التهاني والتبريكات القلبية للقيادة وللحكومة ومن خلالهما إلى شعبنا اليمني العظيم في كل مكان..

في هذا اليوم الأغر نرفع التحايا والقبعات للمدافعين بدمائهم عن الجمهورية ونظامها الجمهوري باستماتة ضد الكهنوتين الإماميين المتخلفين المدعومين من النظام الفارسي البغيض..

وإنه لعار وشنار للحوثيين، وهم يتعمّدون على الدوام الإساءة والتشويه وتفريغ الثوابت الوطنية من محتواها، ويحرّفون ويزوّرون أهداف الثورة، ويُلبسون وحدة اليمن ثيابهم البالية المتخلفة.. وأخر فضيحتهم وخزوتهم في هذا العيد الوحدوي المبارك، الذين تعمدوا منع الاحتفال به في المناطق المغتصبة لديهم بحجة التضامن مع إيران بمقتل رئيسها.. يقدمون أحزان إيران على وحدة اليمنيين، هذا هو وجههم الحقيقي، وهذا هو ولائهم لإيران ولا شيء غير إيران، فلتعرفوا ذلك أيها اليمانيون!

ثمّ.. سأركز هنا، على ما عالجه مؤتمر الحوار الوطني الشامل للقضية الجنوبية، والتي اعتبرها الأخ الرئيس في حديثه بمناسبة عيد الوحدة، أنها هي والوحدة اليمنية وجهان لليمن الجمهوري المتعدد الجديد.

ثم أعرج على عجالة لأهم ما جاء في كلمة الرئيس، عن المناسبة والمشاريع المنجزة وتحت التنفيذ بشأن الكهرباء، والتي تعمل القيادة على حلّها بشكل جذري، وبالسرعة القصوى .

ففي مبادئ حلّ القضية الجنوبية في وثيقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقّع المشاركون على ضرورة صياغة دستور جديد لدولة اتحادية فيدرالية بأقاليم؛ وتقوم الدولة الجديدة على أساس ديمقراطي تمثيلي وتشاركي وتداولي، وعلى أن يكون في اليمن الاتحادي الفيدرالي، مستويات ثلاثة للحكم "مركزي وأقاليم وولايات"، لكل منها صلاحيات محددة حصربة وأخرى تشاركية، ولكل منها سلطات وموارد كافية لأداء المهام بفاعلية. والدستور الجديد سيحدد بوصوح ، توزيع السلطات والمسؤوليات. وتعالج المظالم دستوريا وقانونيا، بدستور اتحادي واضح، وقانون اتحادي كذلك.. يضمنان التوزيع العادل للثروة والسلطة. وبحيث يتمتع كل مستوى من مستويات الحكم، المركز والإقليم والولاية، بسلطة تنفيذية وتشريعية (وتمثيلية في الولاية)، وإدارية ومالية مستقلة يحدّدها الدستور، بما فيها سلطة مناسبة لجباية الضرائب.

واتفق الجميع على أن يحدد الدستور الجديد ان الموارد الطبيعية ملك الشعب في اليمن. وتكون إدارة وتنمية الموارد الطبيعية، منها النفط والغاز، من مسؤولية السلطات في الولايات المنتجة بالتشارك مع السلطات في الإقليم والسلطة الاتحادية، وعلي ان يراعى في جميع الأحوال المصلحة الوطنية العليا لضمان إدارة الموارد الطبيعية بشفافية وكفاءة وفاعلية واستدامة.

ويحدد القانون معاييرا ومعادلة لتوزيع عائدات الموارد الطبيعية، بما فيها النفط والغاز، بطريقة شفافة وعادلة لجميع أبناء الشعب في اليمن.

ومن خلال الدورة الانتخابية الأولى بعد الاستفاءعلى الدستور الاتحادي الجديد، يمثل الجنوب بنسبة خمسين في المئة في كافة الهياكل القيادية في الهيئات التنفيذية والتشريعية والقضائية، بما فيها الجيش والأمن، التي يتم التعيين فيها بموجب قرارات يصدرها رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء. ويمثل الجنوب كذلك بنسبة خمسين في المئة في مجلس النواب. ويجب معالجة عدم المساواة في الخدمة المدنية والقوات المسلحة والأمن على المستوى المركزي عبر قوانين ومؤسسات وبما يضمن إلغاء التمييز وتحقيق تكافؤ الفرص لجميع اليمنيين. ومن أجل معالجة تفاوت التمثيل في التوظيف، يكون للجنوبيين أولوية في شغل الوظائف الشاغرة والتأهيل والتدريب في الخدمة المدنية والقوات المسلحة والأمن. ويجب أن تحترم التعيينات متطلبات الخدمة المدنية المتعلقة بالمهارات والمؤهلات.

كذلك.. سينص الدستور الاتحادي على آليات تنفيذية وقضائية وبرلمانية من أجل حماية المصالح الحيوية للجنوب. إضافة إلى ترتيبات لتحقيق التشاركية في السلطة تحدد في الدستور الاتحادي..أبعد هذا إنصاف، إنصاف؟!!

وفي الدستور الاتحادي الجديد سينصّ: " ينتمي جميع أبناء الشعب، مهما كان موطنهم الإقليمي، إلى جنسية وطنية واحدة، وهم متساوون في الحقوق والواجبات. ولكل مواطن يمني، من دون تمييز، حق الإقامة والتملك والتجارة والعمل أو أي مساع شخصية قانونية أخرى، في أي ولاية أو إقليم من الدولة الإتحادية".

وجاءت كلمة رئيس مجلس القيادة الرئاسي مترجمة لما جاء في وثيقة الحوار الوطني الشامل ومسودّة الدستور الجديد المختطف كما العاصمة من قبل الحوثيين التابعين لإيران.. لقد قال الرئيس بالحرف نحن" ملتزمون بالشراكة الواسعة في السلطة والثروة وإنهاء المراكز المقدسة للحكم".. وقال الرئيس إن الوحدة اليمنية جاءت في لحظة تاريخية مهمة، وهي جديرة بالتأمل، والتعلم، والمبادرة الواعية لحماية التوافق الوطني، وارادة الشعب اليمني، وضمان المشاركة الواسعة في صنع القرار، دون اقصاء أو تهميش.. وجدد التزام القيادة باعتبار القضية الجنوبية أساساً للحل الشامل، بموجب المرجعيات الوطنية، والإقليمية والدولية.. وأظهر الرئيس أن اليمن أصبح أقوى بالتفاف تحالف الجمهوريين حول أهدافه الوطنية الكبرى، وهم يخوضون مع الجيش الوطني والتشكيلات والمقاومة معارك مصيرية ضد مشروع الامامة العنصري، المستبد، العميل للنظام الايراني.

وأقر الأخ الرئيس أنه وزملائه امتداد لنضالات الشعب منذ سبعة عقود في الدفاع عن النظام الجمهوري الذي لم يسبق ان مرّ بوقت أكثر صعوبة مما يعيشه الآن؛ حيث يمارس الحوثة أعمال إرهابية هستيرية، على نحو يفوق كل الحروب العنصرية على مرّ التاريخ..

 والوحدة في نظر القيادة السياسية هي مشروعاً حضارياً متكاملاً، أرتكز على جملة من المبادئ السامية، إلى آخر ما قال فخامته. وأوضح الأخ الرئيس رفض أبناء الشعب اليمني بشدة إفراغ الوحدة من مضمونها الوطني، والسياسي، والأخلاقي!؛ كما تحاول عمله المليشيات الحوثية الإرهابية اليوم، من نزعة إلي التسلط، والتفردّ بالسلطة والثروة!

ودعا الرئيس إلى التأمل الواعي، والإدراك العميق لحركة التاريخ ونضالات الشعب اليمني الوطنية، ليري بوضوح أن الوحدة اليمنية وحيثيات القضية الجنوبية.. وجهان لفكرة واحدة، وحلم واحد.. وجهان لليمن الجمهوري التعددي، والنظام القائم على العدالة والمساواة، وسيادة القانون..

ثمّ وهذا المهم، أن الريس وإخوانه أعضاء مجلس القيادة الرئاسي يسعون إلى بناء وطن جديد، قائم على تجسيد اليمن الجمهوري التعددي، ليكون واقعاً بقدر المستطاع؛ من خلال العمل الدؤوب لتصويب الأخطاء، وإعادة بناء المؤسسات، والتمسك الصادق بقيم الشراكة في السلطة والثروة، والتوافق الوطني، ومن خلال تمكين السلطات المحلية، وتعزيز استقلاليتها ودعم اليات الحكم الرشيد، وترسيخ لامركزية السلطة، على أنقاض فكرة المراكز المقدسة للحكم..

ثم انتقل الأخ الرئيس لاستعراض المنجزات والمشاريع تحت التنفيذ لأهم خدمة مُلِحَّة حلّها بشكل عاجل، إنها خدمة الكهرباء، فزفّ الأخ الرئيس بشارة الإنفراجة القريبة بتوفير الكهرباء للمواطنين في مناطق الشرعية، إذ ان الذي سيضاف للخدمة ما يزيد عن (600) ميجا وات، إضافة إلى استدامة إمدادات الوقود، ودعم الاشقاء الكويتيون مشروع إعادة صيانة، وتأهيل محطة مأرب الغازية بمبلغ 40 مليون دولار.

واسمحوا لي أن أقول ان كل من يتعدّى على الوحدة ويحملها أخطاء وأوزار السلطات المتعاقبة..هو في الحقيقة يتماهى مع أولئك المنقلبين والانفصاليين على جزء غالي من الوطن، العاصمة صنعاء وباقي المحافظات التي لا تزال ترزح تحت أقدام المغتصبين التابعين لإيران. وكان عليهم التوجه بصدق على إنهاء لانقلاب واستعادة الدولة والمؤسسات؛ ومن دون ضجيج ومن دون السعي لإضعاف السلطة الشرعية.

وعلى كل حال فإن الوحدة اليمنية هي نتاج نضالات وتضحيات اليمنيين على امتداد تاريخ الحركة الوطنية!؛ ولا فضل لأحد فيها،إلا للشعب اليمني ومناضليه الوحدويين.. وإن كان لنا ان نشكر، فيستحق الشكر كل من أسهم إتمام الوحدة الإندماجية، وبخاصة المناضل الوحدوي على سالم البيض الذي تنازل من الرئاسة في سبيل إنجازها.

وحدتي .. وحدتي

يا نشيداً رائعاً يملؤ نفسي

أنت عهد عالق في كل ذمة..

عاشت اليمن خالدة موحدة.. وتحيا الجمهورية اليمنية.. وكل عام والجميع بخير..

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي